حذر الرئيس الصومالي السابق الشيخ شريف شيخ أحمد من خطر محدق يهدد العاصمة الصومالية مقديشو، مؤكداً أن مسلحي حركة الشباب باتوا يحاصرون المدينة بسبب ما وصفه بـإساءة استخدام الحكومة للقوات الوطنية.
هذا التحذير الجدي يأتي في أعقاب سلسلة من النكسات العسكرية التي شهدتها القوات الحكومية، بما في ذلك سقوط مدينة ماكساس الاستراتيجية في إقليم هيران في يوليو 2025، والتي وصفها الرئيس السابق بأنها “فشل جدي في القيادة يهدد الأمن القومي”.
السياق العسكري الحالي وتطورات أغسطس 2025
نكسات عسكرية متتالية
شهد عام 2025 تدهوراً خطيراً في الوضع الأمني الصومالي، حيث فقدت الحكومة السيطرة على عدة مناطق استراتيجية كانت قد حررتها من حركة الشباب منذ أكثر من 12 عاماً.
ومن أبرز هذه المناطق أدان يابال وموقوكوري ومؤخراً ماكساس، والتي سقطت جميعها في يد الحركة رغم إعلان الحكومة سابقاً تحريرها من السيطرة المسلحة.
انتقد الشيخ شريف بشدة عدم قدرة الحكومة على الاحتفاظ بالمناطق التي استعادتها من حركة الشباب، محذراً من أن هذا الفشل “يُظهر نقصاً في التوجه الاستراتيجي والتنسيق”. وأضاف الرئيس السابق: “بدون جهود عاجلة، قد تستعيد حركة الشباب زخمها وتزعزع استقرار البلاد أكثر”.
المثلث الاستراتيجي ومحاصرة العاصمة
تسيطر حركة الشباب حالياً على ما يُعرف بـالمثلث الاستراتيجي المكون من موقوكوري وتاردو وبوق أقابلي في وسط الصومال.
هذه السيطرة تمكّن الحركة من تطويق المواقع الحكومية الرئيسية وقطع خطوط الإمداد، كما تتيح لها تحدي السلطة الفيدرالية بشكل مباشر والتحكم في الوصول إلى مدن مهمة.
في يوليو 2025، نجحت الحركة في استعادة السيطرة على مدينتي سبعيد وأنولي في إقليم شبيلي السفلى، على بُعد حوالي 40 كيلومتراً جنوب غرب مقديشو.
هذا التطور جاء بعد انسحاب مفاجئ للقوات الحكومية الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي، وتحديداً القوات الأوغندية، وسط موجة من الهجمات المميتة.
انتقادات الشيخ شريف للاستراتيجية الحكومية
وصف الشيخ شريف فشل الحكومة في الاحتفاظ بالمناطق المحررة بأنه “فشل جدي في القيادة” يهدد الأمن القومي. وحث القادة الصوماليين على اتخاذ إجراءات فورية لتأمين هذه المناطق ومنع مزيد من التقدم للمسلحين.
الرئيس السابق أكد أن “فشل السيطرة على المدن المستعادة من حركة الشباب يُظهر نقصاً في التوجه الاستراتيجي والتنسيق”.
ودعا إلى إعادة تقييم شاملة للاستراتيجية العسكرية وإعطاء الأولوية للقتال ضد حركة الشباب لضمان سلامة سكان مقديشو واستقرار البلاد.
تجاهل التحذيرات الأمنية
انتقد الشيخ شريف الحكومة لتجاهلها النصائح الأمنية من الشركاء الدوليين، محذراً من أن هذا التجاهل قد يقوض استقرار الصومال.
وحث السلطات على أخذ التحذيرات الأمنية على محمل الجد والتصرف بسرعة ضد جهود إعادة تجميع حركة الشباب.
هجوم الشابيلي 2025 والعمليات العسكرية الجارية
بدأ ما يُعرف بـ“هجوم الشابيلي 2025” أو “عملية رمضان” في 20 فبراير 2025، حيث شنت حركة الشباب هجمات منسقة على مواقع عسكرية متعددة في أقاليم شبيلي الوسطى وشبيلي السفلى وهيران.
الهدف المعلن للحركة هو تطويق العاصمة مقديشو واستعادة الأراضي التي فقدتها في الهجوم الحكومي/الأفريقي عام 2022.
استخدمت الحركة في هجماتها سيارات مفخخة ومدافع هاون وهجمات من جميع الاتجاهات.
وشملت العمليات استهداف جوهار وأدان يابال وأدالي في شبيلي الوسطى وأفجويي في شبيلي السفلى، بالإضافة إلى بولو بوردي ومناطق رئيسية شرق نهر شابيلي في هيران.
الإنجازات العسكرية الحديثة للحكومة
رغم النكسات المتتالية، حققت القوات الحكومية بعض الإنجازات في أغسطس 2025.
في 8 أغسطس 2025، نجح الجيش الوطني الصومالي بالتنسيق مع القوات الأوغندية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي AUSSOM في استعادة السيطرة على مدينة باريري الاستراتيجية في شبيلي السفلى بعد هجوم استمر أسبوعاً كاملاً.
أكد وزير الدفاع أن العملية أسفرت عن مقتل أكثر من 120 مقاتلاً من حركة الشباب، بما في ذلك عدة قادة ميدانيين، بينما أُصيب أو أُسر العشرات. كما استولت القوات المشتركة على كمية كبيرة من البنادق والمدافع الرشاشة والمتفجرات والمعدات العسكرية الأخرى التي تركها المقاتلون المنسحبون.










