أولا: عندما أذيب الجليد بين روسيا والولايات المتحدة وبالعكس في قمة ألاسكا الأخيرة فرش البساط الأحمر بأوامر من الرئيس الأميركي ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقام ترامب بمفاجأة بوتين بالاستعراض الجوي الرفيع جدا من خلال الطائرات B2 وطائرات الشبح ترحيبا بالرئيس الروسي.
وهي إشارة للعالم بمعنى ان ( بوتين ليس متهما، وانه الشريك في العالم الجديد، وان تهم الجنائية الدولية والقاء القبض على بوتين قد طويت تحت البساط الأحمر الاميركي ) وكانت رسالة لمحكمة الجنايات الدولية ولجميع الدول الاوربية والى القيادة في أوكرانيا.
ثانيا وبالمختصر ان قمة ” بوتين – ترامب ” رسمت معالم قيادة العالم الجديد. وان تلك القمة كانت عالمية بامتياز وستكون حد فاصل بين عالم ماقبل ألاسكا وعالم مابعد ألاسكا. وصحيح ان سبب اللقاء هو لمناقشة وقف إطلاق النار وايقاف الحرب بين موسكو وكييف ولكن هذا مجرد غطاء ” گڤر” وفي العمق مناقشة عملية ولادة العالم الجديد وتوزيع الأدوار ورسم خرائط النفوذ خصوصا عندما حصل ترامب على تعهد من الرئيس الصيني لا غزو صيني إلى جزيرة تايوان مادام ترامب في القيصر الأبيض ك..
وهذا ما صرح به ترامب. وفعل ترامب ذلك ليسكت المعترضين على قمة الأسكا وعلى اللقاء مع بوتين الذي ينظرون اليه مجرم حرب!
ثالثا:- من جانب آخر حرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على لقاء واجتماع عالي المستوى بعيد قمة الأسكا مع القادة الاوربيين واشترط اصطحاب الرئيس الاوكراني معهم.
والهدف لكي يسمع ويسمعوا من هي قيادة العالم الجديد، وماهي حدود النفوذ والخرائط الجديدة والتي سوف يفرضها العالم الجديد.. بحيث ان بوتين وهو في القمة ارسل رسالة إلى الرئيس التركي شاكيا القيادة في أذربيجان ونصح الرئيس التركي بنصح القيادة الأذربيجانية بالابتعاد عن دعم أوكرانيا وترك مناكفة روسيا.
بحيث وحال عودة بوتين من قمة الأسكا أعطبت الأوامر للجيش الروسي بتوجيه ضربات ضد محطات شركة النفط الأذربيجانية “سوكار” في أوديسا الاوكرانية. وكانت رسالة روسية ان روسيا بعد ألاسكا هي شريك رئيسي بقيادة العالم الجديد.
رابعا: لاعزاء للنظام الإيراني!
أ:- عرف عن الروس ليس لديهم حليف ثابت وحد الموت. بل حال ما تشعر روسيا بالارتياح وحال ما تحصل على مصلحة بمكان معين تبيع حلفاءها. وحدث هذا مع يوغسلافيا الرئيس اليوغسلافي، ومع العراق والرئيس صدام حسين، ومع ليبيا والرئيس معمر القذافي،ومع افغانستان والرئيس نجيب الله، ومع ارمينيا والقيادة الأرمينية، وآخرها مع سوريا والرئيس بشار الاسد وسوف تستمر بتلك السياسات!
ب:- لذا فأن ايران اول الذين باعتهم وستبيعهم روسيا بعد قمة الأسكا وبعد لقاء ترامب وبوتين.
فإيران اول المتضررين من قمة الأسكا. لان ايران أصلا عبء ثقيل على روسيا. ولأن روسيا تعيش الحصار والعقوبات والتهديد من أمريكا والناتو كانت تستعمل الورقة الإيرانية اي روسيا في المناورات مع واشنطن وحلف الناتو. والآن انتفت او سوف تنتفي الحاجة لذلك بعد تشغيل الخط الساخن بين موسكو وواشنطن وبعد كسر الحواجز بين بوتين وترامب وبالعكس لا سيما وان ترامب سوف يزور موسكو!.
خامسا: وواضح ان ان قمة الأسكا مرت على العراق ومنطقة الشرق الأوسط. فواشنطن كان لديها خوف من التوغل الروسي في العراق” اقتصاديا وامنيا ولوجستيا” وبالاتفاق مع روسيا حال اعلان الانسحاب الأميركي من العراق والذي بدأت المرحلة الأولى منه بالانسحاب من بغداد والانبار ومن قاعدة عين الأسد ومناطق اخرى.
وبوشر بالانسحاب بعيد قامة ” ترامب بوتين ” وهذا يعني حصلت واشنطن على ضمانات من موسكو أي نوقش الملف العراقي ومشروع التغيير المرتقب فيه والذي من شروطه طرد ايران من العراق وتقديم ومحاكمة جميع حلفاء إيران في العراق!










