أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يوم الأحد 17 أغسطس 2025، قرارات جذرية تضمنت تغييرات في هيكل قيادة القوات المسلحة السودانية.
وجاء في أبرز بنود القرار: إخضاع جميع القوات المساندة العاملة مع الجيش والتي تحمل السلاح، لأحكام قانون القوات المسلحة السودانية لسنة 2007 وتعديلاته، ويطبق هذا النظام من 16 أغسطس 2025.
نص القرار على أن تكون كافة قوات الحركات المتحالفة والمساندة مع الجيش تحت إمرة قادة القوات المسلحة بمختلف المناطق العسكرية.
تمت إحالة عدد من كبار قادة الجيش إلى التقاعد، بينهم اثنان برتبة فريق وأربعة برتبة لواء، مع ترقية عدد من الضباط وتعيين قادة جدد في مواقع استراتيجية بالقيادة العسكرية.
القرار تزامن مع حالة توتر بين قيادة الجيش وبعض الحركات المسلحة المتحالفة معه، خاصة الحركات الموقعة على اتفاق جوبا (جبريل إبراهيم، ومني أركو مناوي)، على خلفية تراجع ميداني للجيش في كردفان والتنافس حول الحصص الوزارية.
أسباب الإصلاحات والتغييرات
اتخذ البرهان هذه الخطوة في ظل تصاعد الاحتكاكات والاتهامات بين الجيش والقوات الحليفة حول مسؤولية تراجع القوات السودانية في بعض الأقاليم، بجانب مشاكل تقاسم السلطة الانتقالية واحتواء الانفلاتات الأمنية والانتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي تشهد حرباً.
ويرى محللون أن الهدف الأساسي للقرارات:
توحيد القيادة والقرار العملياتي ومنع أي انفلات أمني أو تجاوزات من قبل العناصر المسلحة غير المنضبطة في صفوف الحركات الحليفة.
ضمان سيادة حكم القانون بإخضاع الجميع لسلطة الجيش المركزية، في ظل اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين من قبل بعض المجموعات غير النظامية.
إنهاء أي تهديد بالانفصال أو فك الارتباط من الحركات المسلحة، وسط تهديدات بعضها بالعودة إلى الحرب حال استمرار الخلافات.
أبرز الأسماء والتغييرات في القيادة
بحسب بيان القوات المسلحة السودانية: تمت إحالة الفريق عصام الدين سعيد كوكو قائد القوات الجوية، والفريق ياسر بشير محمد عبدالله مدير الإدارة العامة للاحتياجات، إلى التقاعد بالمعاش.
تعيين اللواء طيار ركن الطاهر محمد العوض الأمين قائداً للقوات الجوية، مع ترقية دفعة كاملة من الضباط إلى رتبة اللواء، وإحالة عدة قادة آخرين برتبة اللواء فما دون للتقاعد بالمعاش.
تمت إجراءات ترقيات وإحالات واسعة شملت أكبر عدد من كبار الضباط منذ اندلاع الأزمة في أبريل 2023.
موقف الحركات المسلحة وفصائل الحلفاء
حتى الآن، لم تصدر بيانات رسمية من الحركات المتحالفة مع الجيش حول موقفها من القرار، ويأتي ذلك وسط توتر متزايد بينها وبين قيادة الجيش بسبب الخلافات حول الإدارة الميدانية وتقاسم السلطة.
الحركات المسلحة الرئيسية التي تأثرت بالقرار: جبريل إبراهيم، مني أركو مناوي، قوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل، كتائب البراء (الجناح المسلح لتنظيم الإخوان)
ومجموعات تابعة لمالك عقار نائب البرهان في مجلس السيادة.
هذا القرار يهدف أيضاً إلى التمهيد لإخلاء العاصمة الخرطوم من كل المجموعات المسلحة وإعادة ضبط الأوضاع الأمنية في السودان بعد الاتهامات المتبادلة حول تراجع الجيش في دارفور وكردفان.
آراء الخبراء العسكريين والمراقبين
يرى المراقبون والخبراء أن القرار خطوة مهمة لإعادة ضبط الانضباط داخل المؤسسة العسكرية السودانية وفرض القانون على جميع التشكيلات المسلحة ضمن الأزمة المستمرة مع قوات الدعم السريع.
ويؤكد ضابط سابق في الجيش السوداني أن الخطوة تهدف لإنهاء حالة الانفلات واحتواء انتهاكات المجموعات غير النظامية وإلزامها بقواعد الاشتباك العسكرية ووقف أي انسحاب غير مبرر.










