في جلسة استماع مؤثرة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، حذر السيناتور الجمهوري تيد كروز من الخطر المتزايد الذي يشكله النفوذ الصيني في القرن الأفريقي، مشددا على ضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا واضحا وصارما إلى جانب أرض الصومال، الحليف الديمقراطي الذي يعاقب اليوم بسبب شراكته الاستراتيجية مع تايوان.
وقال كروز في شهادته: “الصين تستغل نفوذها في الصومال لمعاقبة أرض الصومال على تحالفها مع تايوان، ويجب على الولايات المتحدة الوقوف بحزم إلى جانب شركائنا الديمقراطيين”.
الصين تمول خصوم الديمقراطية في أرض الصومال
كروز سلط الضوء على قيام بكين بتمويل جماعات مناهضة لأرض الصومال من داخل الصومال، في محاولة لتقويض استقرار المنطقة ومعاقبة حكومة أرض الصومال على علاقتها المتزايدة مع تايوان.
وأضاف السيناتور الجمهوري ان هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية صينية أوسع تسعى إلى عزل تايوان دبلوماسيا في أفريقيا وحرمانها من أي اعتراف دولي أو دعم سياسي في المحافل الإقليمية والدولية.
وقد جاءت هذه التحذيرات في وقت حساس، إذ أقدمت الحكومة الصومالية في أبريل الماضي على منع دخول حاملي جوازات السفر التايوانية إلى البلاد، وهو ما اعتبر ردا مباشرا على تعميق العلاقات بين تايوان وأرض الصومال.
وقد تسبب هذا القرار في إلغاء زيارة كانت مقررة لوزير خارجية تايوان إلى أرض الصومال، في خطوة فسرها مراقبون بأنها تجسيد لضغوط صينية مباشرة على الحكومة الصومالية.
مسؤول أمريكي: “عندما يضايقون تايوان، يضعفون علاقتهم معنا”
وفي سياق الجلسة ذاتها، تحدث مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية مؤكدا أن تايوان شريك مسؤول وإيجابي في المجتمع الدولي، وأن مضايقة حكومات أفريقية لها بناء على طلب الصين يمثل تهديدا مباشرا لعلاقات هذه الحكومات بالولايات المتحدة.
وأوضح المسؤول قائلا:”نوضح لتلك الحكومات أن أي مضايقات لتايوان ستفهم على أنها نقص في الالتزام بالمجتمعات المنفتحة. وعليهم أن يدركوا أن هذه التصرفات قد تضر بعلاقاتهم معنا”.
وأشار إلى أن واشنطن رحبت بتراجع الصومال مؤخرا عن قرارها السابق، وعودتها إلى احترام جوازات السفر التايوانية، معتبرا أن الحوار الدبلوماسي المستمر والهادئ يبقى الأداة الأساسية لمنع تفاقم مثل هذه الأزمات.
دعم أمريكي متزايد لأرض الصومال
وفي ختام الجلسة، تم التأكيد على أن الولايات المتحدة ترى في أرض الصومال شريكا إقليميا مهما، يتمتع بمسار إيجابي في الحكم، والانفتاح، والتعاون مع الغرب.
وقد أشار المسؤول الأمريكي إلى وجود تعاون مكثف قائم بين واشنطن وأرض الصومال، مع التأكيد على رغبة الإدارة الأمريكية في تعزيز هذه الشراكة في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد.
وقال “سوف نلتقي مع شركائنا مثل أرض الصومال حيث هم، ونبحث عن سبل لتعزيز التعاون معهم”.
وتشير هذه الشهادة إلى أن الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين بات يمتد بقوة إلى القارة الأفريقية، وبشكل خاص إلى القرن الأفريقي، حيث تستخدم أدوات دبلوماسية واقتصادية للضغط وتغيير الاصطفافات الإقليمية.
وبينما تواصل الصين سعيها لعزل تايوان، تؤكد واشنطن أن دعم الشركاء الديمقراطيين مثل أرض الصومال جزء لا يتجزأ من استراتيجيتها لمواجهة هذا النفوذ.










