تشارك المملكة المغربية في مناورات “UNITAS 2025″، أطول تمرين بحري سنوي متعدد الجنسيات في العالم، والتي من المقرر أن تنطلق في منتصف شهر شتنبر المقبل، على السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية.
وتمتد إلى غاية 6 أكتوبر، بمشاركة حوالي 8,000 عنصر من 25 دولة حليفة للولايات المتحدة، من ضمنها المغرب، إلى جانب دول أخرى مثل البرازيل، إيطاليا، اليابان، ألمانيا، فرنسا وغيرها، وفق ما أعلنت عنه البحرية الأمريكية.
وستجرى هذه المناورات الكبرى في ثلاث قواعد أمريكية رئيسية، هي: قاعدة “مايبورت” البحرية بولاية فلوريدا، وقاعدة مشاة البحرية “كامب ليجون” بكارولاينا الشمالية، وقاعدة نورفولك البحرية بولاية فيرجينيا، وذلك باستخدام قطع بحرية متطورة تشمل حاملات طائرات، مدمرات، غواصات، طائرات متعددة الأجنحة، قوارب سريعة، وسفن دعم عملياتي.
وفي تصريح للأدميرال الكندي كارلوس ساردييلو، قائد قيادة القوات البحرية الجنوبية الأمريكية (الأسطول الرابع)، أكد أن مناورات “UNITAS 2025” تعد مناسبة استراتيجية لاستعراض قدرة الدول المشاركة على التعاون والتكامل في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية، موضحا أن “جمع 25 دولة لا يهدف فقط إلى تعزيز الكفاءة التكتيكية وقابلية التشغيل البيني، بل يعد نموذجا لتقاسم الأعباء وتعزيز الثقة والوحدة”.
وتجدر الإشارة إلى أن “UNITAS” هي كلمة لاتينية تعني “الوحدة”، وقد أطلقت هذه المناورات لأول مرة سنة 1960، بعد أن تم الاتفاق على تنظيمها في المؤتمر البحري الأول للدول الأمريكية المنعقد سنة 1959 في بنما، بمشاركة تسع دول آنذاك. وتشهد سنة 2025 النسخة السادسة والستين من هذه المناورات، ما يجعلها الأطول من نوعها على مستوى العالم.
المغرب: الحضور العربي والإفريقي الوحيد
وتحمل مشاركة المغرب في هذه المناورات أهمية خاصة، باعتباره الدولة الوحيدة الممثلة للمنطقتين العربية والإفريقية. وينظر إلى هذه المشاركة باعتبارها امتدادا للدور المتنامي الذي تلعبه الرباط في معادلات الأمن البحري الإقليمي والدولي، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بالإرهاب البحري، القرصنة، تهريب الأسلحة والهجرة غير النظامية.
كما تعد هذه المشاركة فرصة مهمة للبحرية الملكية المغربية لاختبار قدراتها العملياتية في بيئات بحرية مختلفة، وتطوير مهاراتها في مجالات التنسيق والعمل المشترك مع جيوش دولية كبرى، إضافة إلى تعزيز جاهزيتها في مواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية.
ومن المنتظر أن تعزز هذه المناورات التعاون العسكري بين المملكة المغربية والولايات المتحدة، كما تعكس التقدير الدولي المتزايد لمهنية وكفاءة القوات البحرية المغربية، خصوصا في ظل تحولات التوازنات الأمنية على المستوى العالمي.










