أثارت تعابير وجه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم 18 أغسطس 2025 جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي. كان الحدث الأبرز هو لحظة دحرجة عيني ميلوني أثناء كلمة المستشار الألماني فريدريش ميرتس حول الحرب في أوكرانيا.
التفاصيل: ما حدث داخل البيت الأبيض؟
خلال الاجتماع متعدد الأطراف الذي حضره الأمين العام للناتو مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التقطت الكاميرات لحظة ميلوني وهي تدحرج عينيها بوضوح أثناء توجيه ميرتس حديثه إلى ترامب بشأن ضرورة الضغط على روسيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بدلاً من اتفاق سلام شامل.
كانت علامات الاستياء أو عدم الرضا واضحة على وجه ميلوني في مقاطع مصورة سرعان ما انتشرت وأثارت تفسيرات متنوعة بين المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
انتشار فيروسي على وسائل التواصل
انتشرت مقاطع الفيديو التي تظهر تعابير ميلوني الصريحة بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، مع تعليقات متضاربة بين من وصفها بأنها تعكس جرأتها وصراحتها وبين من اعتبرها علامة على الاستياء من محاولات ميرتس “إعطاء دروس” للبيت الأبيض.
قال الصحفي إريك دوغيرتي عبر منصة “إكس”: “رد فعل ميلوني لا يقدّر بثمن، فقد استمرت في إدارة عينيها بينما كان ميرتس يحاول إقناع ترامب بوقف إطلاق النار مع بوتين، لكن خطة ترامب لم تكن تتضمن وقفًا لإطلاق النار”.
تنوعت ردود فعل المتابعين:
“هي الأكثر واقعية بين الزعماء الأوروبيين في اللقاء”
“هي ذهبية خالصة. ميرتس عديم الفائدة”
“هي الأذكى في أوروبا”
“إنها ملكة إظهار مشاعرها على وجهها”
الخلاف الدبلوماسي: وقف النار مقابل السلام الشامل
تميز النقاش بالخلاف حول آلية إنهاء الحرب في أوكرانيا. المستشار الألماني فريدريش ميرتس دفع نحو وقف إطلاق نار سريع، قائلاً: “لا يمكنني تخيل أن الاجتماع القادم سيحدث بدون وقف إطلاق النار”.
في المقابل، أبدت ميلوني وترامب تحفّظاً على الحلول المرحلية، مؤكدين على ضرورة اتفاق شامل يحترم مصالح أوكرانيا. هذا الخلاف في الرؤية السياسية كان واضحاً في تعابير وجه ميلوني التي عكست عدم اقتناعها بمقاربة ميرتس.
لحظات إيجابية: تحية “ناماسته” وتصريحات السلام
لم تكن كل لحظات ميلوني في البيت الأبيض مثيرة للجدل. فقد لفتت الانتباه إيجابياً عندما حيّت مونيكا كرولي، رئيسة البروتوكول الأمريكي، بتحية “ناماسته” التقليدية الهندية بيديها المطويتين، مما ذكّر بعلاقتها الودية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والهاشتاغ الشهير #Melodi.
خلال الاجتماع، عبّرت ميلوني عن موقفها من السلام في أوكرانيا قائلة: “إذا أردنا الوصول إلى السلام وضمان العدالة، يجب أن نفعل ذلك متحدين. نحن نقف مع أوكرانيا”.
تاريخ من التعبيرات المثيرة للجدل
هذا الحدث ليس الأول الذي تثير فيه ميلوني الجدل بتعابير وجهها اللافتة. ففي يونيو 2025، خلال قمة مجموعة السبع، أظهرت ميلوني تعبيراً مشابهاً عندما همس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أذنها، لتقوم بعد ذلك مباشرة بدحرجة عينيها بطريقة لاقت تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي.
في يونيو 2025 أيضاً، انتشر مقطع فيديو آخر لميلوني من قمة الناتو في هولندا، حيث ظهرت وهي تحرك وجهها بشكل لا إرادي ومبالغ فيه أثناء حديثها مع الصحفيين، ما أثار تساؤلات مثل: “ما الذي يحدث مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني؟” و“هل جورجيا ميلوني بخير؟”.
التحليل: شخصية ميلوني السياسية والإعلامية
ميلوني، التي انضمت لحزب إخوان إيطاليا في سن الـ15، معروفة بشخصيتها القوية والمعبرة. خبير لغة الجسد معتصم الطيطي علّق على تعابيرها قائلاً: “هي من صغرها شخصية قوية ومعبرة وتقول اللي بخاطرها… ما عندها الخجل في العموم”.
كما أشار الخبير إلى أن “الشعب الإيطالي بشكل عام هو شعب حركي معبر… وميلوني تجيد ذلك بحكم الجينات الإيطالية وتجيد ذلك بحكم التربية وشخصية قوية تعبر عن ما تريد”.
الانعكاسات على الدبلوماسية الأوروبية
تعكس هذه اللحظات المصورة التحديات التي تواجه الدبلوماسية الأوروبية في إدارة الخلافات حول قضايا عالمية حساسة كأزمة أوكرانيا. كما أن الموقف يسلّط الضوء على اختلاف أساليب الزعماء في التعبير عن مواقفهم، سواء من خلال الكلمة أو عبر الانفعالات الوجهية والصراحة الإعلامية.
تجسد هذه الواقعة التفاعل المعقد بين العمل الدبلوماسي التقليدي وثقافة الانتشار الفوري لكل حركة أو تعبير على منصات التواصل. أصبحت تعابير وجه الزعماء، إلى جانب قراراتهم السياسية، مادة جدلية ومؤثرة في الرأي العام، مما يؤكد على تحديات جديدة يواجهها الساسة في عصر الرقمنة والشفافية الإعلامية.
نموذج جديد من القيادة السياسية
تواصل جورجيا ميلوني إثبات أنها سياسية مختلفة عن الطراز التقليدي للدبلوماسيين الأوروبيين. تعابيرها الصريحة وردود أفعالها التلقائية تجعلها محط أنظار الإعلام العالمي، سواء بالإيجاب أو السلب.
في عالم تحكمه الكاميرات ومنصات التواصل الاجتماعي، تصبح كل إيماءة وكل تعبير وجه موضوعاً للتحليل والنقاش. وميلوني، بشخصيتها القوية وصراحتها، تمثل نموذجاً جديداً من القيادة السياسية التي لا تخفي مشاعرها أو مواقفها، حتى في أهم الاجتماعات الدبلوماسية.
هل هذا الأسلوب إيجابي أم سلبي؟ الإجابة تختلف حسب وجهة النظر، لكن ما لا شك فيه أن ميلوني نجحت في جعل نفسها حديث العالم مرة أخرى، وهذه المرة بسبب دحرجة عينيها في البيت الأبيض.










