توجهت سفينة الشحن “سي وورلد” التي كانت قد تم ضبطها مؤخرا في ولاية بونتلاند، شمال الصومال، إلى جيبوتي المجاورة، بعد احتجاز مؤقت من قبل السلطات المحلية، حيث اشتبهت السلطات في نيتها بسبب الأسلحة التي كانت تحملها. كانت السفينة قادمة من إزمير، تركيا، وعلى متنها شحنة من المعدات العسكرية الموجهة إلى الجيش الصومالي.
وكانت السفينة، التي ترفع علم جزر القمر، في طريقها إلى مقديشو عاصمة الصومال، عندما تم اعتراضها من قبل قوة شرطة بونتلاند البحرية (PMPF). وحسب التقارير، كانت الشحنة مخصصة لفرق “توركسوم” العسكرية، التي تتدرب في الصومال، وهي منشأة تدريبية عسكرية تركية تلعب دورا رئيسيا في تدريب قوات الجيش الصومالي، بما في ذلك قوات “غورغور” التي تشارك في الحرب ضد حركة الشباب.
رغم التصريحات الأولية التي أشارت إلى أن السفينة كانت متجهة إلى مقديشو، إلا أن تقارير أخرى أكدت أن السفينة قد غيرت مسارها متوجهة إلى جيبوتي بدلا من العاصمة الصومالية، في خطوة أثارت تساؤلات حول الأسباب وراء هذا التغيير المفاجئ.
وبعد احتجاز السفينة لفترة في ميناء بوساسو في ولاية بونتلاند، زار السفير التركي لدى الصومال المنطقة وقدم أدلة تؤكد أن الشحنة العسكرية على متن السفينة هي تابعة للحكومة التركية، ما دفع سلطات بونتلاند إلى الإفراج عن السفينة. وأكد البيان الصادر عن سلطات بونتلاند أن شحنة الأسلحة كانت مخصصة لدعم الجيش الصومالي في مكافحة حركة الشباب.
وتأتي هذه الحادثة في وقت حساس بالنسبة للوضع السياسي في الصومال، حيث تشهد ولاية بونتلاند نزاعا متزايدا بشأن التعديلات الدستورية التي فرضها الرئيس حسن شيخ محمود، والتي تواجه انتقادات من بعض الأطراف المحلية. كما يواجه الرئيس محمود اتهامات بعدم القدرة على التعامل بفعالية مع التهديدات الأمنية المتزايدة، خصوصا مع تصاعد الهجمات من قبل حركة الشباب، التي حققت بعض المكاسب العسكرية في الأسابيع الأخيرة.
إلى جانب ذلك، يثير مسار السفينة التركية واحتجازها تساؤلات حول العلاقة بين الصومال وتركيا، خاصة فيما يتعلق بتوريد الأسلحة والدعم العسكري في إطار الحرب ضد الجماعات المسلحة مثل حركة الشباب.










