يشهد الجنيه السوداني انهياراً كارثياً وغير مسبوق أمام العملات الأجنبية، حيث سجل مستويات تاريخية صادمة في الأسواق الموازية تعكس حالة الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي تعيشه البلاد وسط استمرار الصراع المسلح.
الأرقام الصادمة للانهيار
وفقاً لأحدث البيانات المتاحة من السوق السوداني، ارتفع سعر الدولار الأمريكي في السوق الموازي إلى مستويات خيالية بلغت 2100 جنيه سوداني للدولار الواحد، بينما استقر السعر الرسمي في بنك الخرطوم عند 1854 جنيهاً للدولار، مما يعكس فجوة كبيرة تقارب 13% بين السعرين.
هذا الارتفاع المدمر يأتي بعد أن كان سعر الدولار قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023 حوالي 560 جنيهاً فقط، مما يعني أن العملة السودانية فقدت أكثر من 275% من قيمتها خلال أقل من عامين.
الجنيه المصري يحافظ على استقراره
في المقابل، يشهد الجنيه المصري استقراراً نسبياً مقابل الدولار، حيث يتراوح سعر الصرف في السوق المصري بين:
السعر الرسمي: 48.23-48.36 جنيه مصري للدولار
السوق الموازي: حوالي 48.96 جنيه مصري للدولار
هذا الاستقرار النسبي في الجنيه المصري يقابله انهيار مدمر للجنيه السوداني، مما يعكس الفروقات الجذرية في الاستقرار السياسي والاقتصادي بين البلدين.
خبراء يحذرون من كارثة اقتصادية
يحذر الخبير الاقتصادي أحمد ابن عمر من أن “الارتفاع الكبير في أسعار الصرف في السوق غير الرسمي والفجوة المتزايدة مع السعر الرسمي تشير إلى ضغوط سوقية جديدة أو تغيرات في الظروف الاقتصادية، ربما ترتبط بواردات حكومية أو عسكرية جديدة”.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي هيثم فتحي أن “الحرب المستمرة واستيراد المعدات العسكرية أدى إلى تصاعد الإنفاق وزيادة طلب الحكومة على العملات الأجنبية”، مشيراً إلى أن الجنيه السوداني “فقد 45% من قيمته في البنوك خلال شهر واحد”.










