كشفت معلومات مسربة في 19 أغسطس 2025 عن حدوث تصدعات خطيرة داخل المؤسسة العسكرية السودانية، حيث أثارت قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بإحالة أكثر من 150 ضابطاً محسوبين على التيار الإسلامي إلى التقاعد، موجة من الغضب والاستياء في الأوساط الإسلامية داخل الجيش.
تفاصيل الاجتماع السري في كسلا
وفقاً لمعلومات مسربة، عقدت مجموعة من الضباط الإسلاميين المرتبطين بـ نافع علي نافع وإبراهيم محمود اجتماعاً سرياً مساء الأحد 17 أغسطس 2025 في منزل أمير كتيبة الطيارين هشام شكاي بمدينة كسلا. استمر الاجتماع من الثامنة مساءً حتى الحادية عشرة ليلاً، وخرج بقرارات خطيرة تشير إلى تململ كبير داخل صفوف الجيش.
المخرجات الخطيرة للاجتماع
أسفر اللقاء السري عن عدة قرارات تكشف عمق الأزمة:
الدعوة لعزل الموالين لكرتي
طالب المجتمعون بعزل الضباط الإسلاميين الموالين لعلي كرتي وأحمد هارون من مناصبهم، في إشارة واضحة لرفض النفوذ المتنامي لهذا التيار.
رفع مذكرة احتجاج باسم “كتائب البرق الخاطف”
قرر الحاضرون التلويح برفع مذكرة احتجاج باسم “كتائب البرق الخاطف” والطيارين ومحمد عبد الله خلف الله ضد إحالة عدد من الضباط، معتبرين القرار تنفيذاً لأجندة كرتي.
اتهامات مباشرة للبرهان
وُجهت اتهامات صريحة للبرهان بأنه يسعى للتخلص من أي ضابط مؤثر قد يشكل تهديداً لسلطته، في إشارة لفقدان الثقة في القيادة.
استراتيجية المواجهة
أقر المجتمعون استراتيجية للضغط على شباب وطلاب التيار الإسلامي والكتائب لعزل علي كرتي، مما يكشف عن صراع داخلي معقد داخل الحركة الإسلامية نفسها.
وفي قرار خطير، أعلن المجتمعون رفضهم إخضاع الكتائب لسلطة البرهان وكرتي، مما ينذر بتمرد عسكري محتمل.
مقاطعة العمليات العسكرية
الأخطر في القرارات كان التوجه لعدم المشاركة في العمليات الجارية بدارفور وكردفان، مما قد يؤثر سلباً على المجهود الحربي ضد قوات الدعم السريع.
وتشير التقديرات إلى أن البرهان وكرتي التقطا مبكراً إشارات التحرك المضاد، حيث خطط البرهان لعقد لقاء في 18 أغسطس 2025 مع الضباط المحالين لامتصاص الغضب.
ودفع علي كرتي بمقترح لاستيعاب بعض الضباط المستائين خارج البلاد عبر وظائف دبلوماسية أو في شركات تابعة، بهدف عزلهم تدريجياً عن “المجاهدين” وتقليص تأثيرهم.
إعادة هيكلة الجيش
في منتصف أغسطس 2025، أعلن البرهان عن إعادة هيكلة شاملة للجيش السوداني شملت تعيين قادة جدد وإحالة ضباط كبار إلى التقاعد، في محاولة لإحكام السيطرة على المؤسسة العسكرية.
الصراع على النفوذ
يكشف هذا التطور عن صراع معقد على النفوذ داخل المؤسسة العسكرية، حيث تحاول فصائل مختلفة من التيار الإسلامي الحفاظ على مواقعها أو توسيع نفوذها.
التحديات المستقبلية
خطر التشرذم
يحذر محللون من أن هذا التصدع المتنامي قد يؤدي إلى انشقاقات حقيقية داخل الجيش، خاصة إذا استمر البرهان في سياسة الإقصاء والإحالة.
تأثير على الحرب
قد تدفع هذه التطورات المجموعات الغاضبة إلى خطوات أكثر راديكالية، مما يضعف الجبهة الداخلية في مواجهة قوات الدعم السريع.
انتقال الصراع للهامش
يعتبر الاجتماع في كسلا مؤشراً على انتقال جزء من الصراع الإسلامي-الإسلامي إلى الهامش بعيداً عن مراكز القرار في الخرطوم وبورتسودان.










