في تطور دبلوماسي مفاجئ، أعلنت السفارة النمساوية في طهران تعليق جميع خدماتها القنصلية حتى إشعار آخر، وذلك في قرار جاء وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتعقيدات الوضع الأمني في المنطقة.
يأتي هذا القرار في إطار موجة تعليق الخدمات الدبلوماسية والقنصلية التي شهدتها العاصمة الإيرانية خلال الأشهر الماضية، حيث اتخذت عدة دول قرارات مماثلة لحماية رعاياها وموظفيها الدبلوماسيين.
خلفية السياسة النمساوية تجاه إيران
تربط النمسا وإيران علاقات دبلوماسية تمتد لأكثر من 500 عام، وقد استضافت فيينا مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPoA) بشأن البرنامج النووي الإيراني في عام 2015. ومع ذلك، شهدت هذه العلاقات توترات متزايدة في السنوات الأخيرة.
في مايو 2025، أصدرت وكالة الاستخبارات النمساوية تقريراً اتهمت فيه إيران بالسعي النشط لتطوير برنامج أسلحة نووية، مما دفع وزارة الخارجية الإيرانية لاستدعاء القائمة بأعمال السفارة النمساوية في طهران واحتجت بشدة على هذه الادعاءات.
نقل العمليات إلى باكو
أعلنت وزارة الخارجية النمساوية في يونيو 2025 نقل عمليات السفارة النمساوية في طهران مؤقتاً إلى العاصمة الأذربيجانية باكو بسبب “مخاوف أمنية”. وقبل هذا النقل، كان الموظفون الدبلوماسيون قد ساعدوا أكثر من 140 شخصاً، بينهم أكثر من 70 مواطناً نمساوياً، في مغادرة إيران.
وأكدت الوزارة أن معبر الحدود بين إيران وأرمينيا يبقى مفتوحاً أمام المواطنين النمساويين، مما يعني أن المغادرة المستقلة من إيران لا تزال ممكنة.
التطورات الإقليمية والأمنية
جاء قرار تعليق الخدمات القنصلية النمساوية في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة بعد النزاع العسكري الذي استمر 12 يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025. هذا الصراع أدى إلى إغلاق عدة سفارات أخرى في طهران أو تعليق خدماتها.
وتشير التقارير إلى أن ما بين 3000 إلى 4000 جواز سفر إيراني عالق في البعثات الدبلوماسية المختلفة بسبب إغلاق هذه السفارات، مما أثر على طالبي التأشيرات من الإيرانيين الراغبين في السفر.
الموقف الدبلوماسي النمساوي
أكدت وزيرة الخارجية النمساوية بياتا مينل-رايزنغر على أن النمسا ستواصل الدفاع عن الدبلوماسية كسبيل وحيد للحل، قائلة: “نحن نؤمن بقوة القانون لا قانون القوة، خصوصاً كدولة صغيرة تعتمد على احترام القانون الدولي.”
من جانبه، أعرب المستشار النمساوي كريستيان شتوكر عن قلقه البالغ إزاء تطورات الأزمة، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني يشكل مصدر قلق بالغ.
تأثير القرار على المواطنين
يؤثر تعليق الخدمات القنصلية على المواطنين النمساويين المقيمين في إيران والإيرانيين الراغبين في السفر إلى النمسا. وقد أغلق مركز التجارة الخارجية النمساوي في طهران أبوابه أيضاً حتى إشعار آخر بسبب الوضع الأمني الحالي.
وحثت الوزارة النمساوية جميع المواطنين النمساويين في المنطقة على التسجيل في نظام التسجيل الخارجي للوزارة إذا لم يكونوا قد فعلوا ذلك بالفعل.










