بدأت، اليوم الخميس، المرحلة الأولى من عملية تسليم السلاح الفلسطيني داخل عدد من مخيمات اللاجئين في لبنان، وعلى رأسها مخيما برج البراجنة والبص، في خطوة تعد تطورا سياسيا وأمنيا لافتا في العلاقة اللبنانية–الفلسطينية، وتندرج في إطار الخطة المشتركة التي أقرت سابقا بين السلطات اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
انطلاقة من بيروت بإشراف مشترك
وقال رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني السفير رامز دمشقية في بيان رسمي إن العملية بدأت اليوم رسميا من مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث تسلم الجيش اللبناني دفعة أولى من الأسلحة من داخل المخيم، مؤكدا أن السلاح سيحفظ كوديعة بعهدة الجيش، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار وتكريس حصرية السلاح بيد الدولة.
كما أكد دمشقية أن المسار الأمني الجديد، الذي انطلق في 23 أيار/مايو الماضي، سيشمل لاحقا جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان، عبر تنسيق مباشر بين الجانبين، وبدءا من الفصائل الفلسطينية الأساسية.
دعم فلسطيني رسمي وتحرك أمني من رام الله
بالتوازي، وصل إلى بيروت مسؤول أمني فلسطيني رفيع قادما من رام الله، حيث عقد اجتماعا في السفارة الفلسطينية ضم مسؤولين من عدد من الفصائل، تمهيدا لتنفيذ خطة تسليم السلاح تباعا في باقي المخيمات.
وقال مسؤول أمني فلسطيني في مخيمات بيروت لوكالة “فرانس برس”: “ستبدأ حركة فتح تسليم سلاحها في برج البراجنة ضمن تنسيق مباشر مع الجيش اللبناني”.
تصريح رسمي من الرئاسة الفلسطينية
من جهته، أكد نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، أن الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية سلمت الدفعة الأولى من السلاح داخل مخيمي البص وبرج البراجنة، مشددا على أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا للاتفاق الذي جرى بين الرئيس محمود عباس والرئيس اللبناني جوزف عون في 21 أيار/مايو الماضي.
وقال أبو ردينة إن هذا التطور يعكس حرص الطرفين على
احترام السيادة اللبنانية حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وتحسين أوضاع اللاجئين، ورفض مشاريع التوطين أو التهجير.
وكذلك التمسك بحق العودة وفق القرار 194، والجيش اللبناني يستلم شاحنة أسلحة.
في مشهد رمزي، تسلم الجيش اللبناني شاحنة محملة بالسلاح من داخل مخيم برج البراجنة، وسط تغطية إعلامية ورسائل دعم سياسية داخلية وخارجية.
تهنئة أميركية: إنجاز تاريخي
وفي رد فعل دولي، هنأ المبعوث الأميركي توم براك الحكومة اللبنانية وحركة فتح على الاتفاق، وكتب عبر منصة “أكس”: “اتفاق نزع السلاح الطوعي يمثل إنجازا كبيرا وخطوة تاريخية على طريق السلام والاستقرار في لبنان”.
واعتبر براك أن هذا الاتفاق يعكس “قرارا جريئا من مجلس الوزراء اللبناني” والتزاما فعليا بتكريس مبدأ الدولة.
سياق وتداعيات:
تمثل عملية تسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية واحدة من أعقد الملفات الأمنية في لبنان، وتأتي في ظل توترات داخلية متصاعدة ومطالب دولية متكررة بضبط السلاح خارج مؤسسات الدولة، لا سيما بعد تكليف الجيش اللبناني هذا الشهر بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله أيضا، في خطوة قد تمثل بداية لتحول كبير في المشهد الأمني اللبناني.










