توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، إلى المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء، في زيارة تحمل أبعادا سياسية واقتصادية وإقليمية بالغة الأهمية.
علاقات تاريخية.. وتنسيق مستمر
وفي بيان رسمي، صرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، بأن الزيارة تأتي في إطار العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر والمملكة، وتجسيدا لحرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون الثنائي والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف الشناوي أن المباحثات بين الرئيس السيسي وولي العهد السعودي، والمقرر عقدها في مدينة نيوم، ستتناول تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على مختلف الأصعدة، خصوصا السياسية والاقتصادية والتنموية، إلى جانب مناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة.
ملفات إقليمية على طاولة المباحثات
بحسب البيان، ستشمل المباحثات الوضع في قطاع غزة، والملف اللبناني، والأزمة السورية، والتطورات في السودان وليبيا واليمن، إضافة إلى قضايا أمن البحر الأحمر، وهو ملف يكتسب أهمية خاصة في ضوء التهديدات الأمنية المتزايدة في الممرات الملاحية الاستراتيجية.
دلالات الزيارة: رسائل تتجاوز الدبلوماسية
تحمل زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية دلالات متعددة الأبعاد في سياق إقليمي ودولي حساس، وفيما يلي أبرزها:
التأكيد على متانة الشراكة الاستراتيجية رغم ما شاب العلاقات مؤخرا من توترات إعلامية طفيفة، وتوجيه رسالة واضحة على أن الخلافات الظرفية لا تمس الأسس العميقة للعلاقات.
تعزيز الاستثمارات السعودية في مصر، وبحث دعم اقتصادي مباشر أو غير مباشر، في ضوء التحديات الاقتصادية التي تمر بها القاهرة، لا سيما في ظل برنامج الإصلاح الاقتصادي الجاري.
توحيد المواقف الإقليمية حيال الملفات الساخنة، وعلى رأسها الحرب في غزة، حيث يسعى الجانبان إلى صياغة موقف عربي فاعل، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار في السودان ولبنان وأمن البحر الأحمر.
علاقات تتجاوز التوترات
رغم ما شهدته الأشهر الماضية من تراشق إعلامي محدود، إلا أن العلاقات المصرية السعودية تظل راسخة ومبنية على مصالح استراتيجية طويلة الأمد، سواء على مستوى التنسيق الأمني، أو الاستثمارات، أو الدور الإقليمي المشترك في الأزمات العربية.
وتعد زيارة السيسي خطوة متقدمة لإعادة تأكيد هذه الشراكة، وبناء جسور الثقة والتنسيق في مواجهة التحديات المشتركة، الإقليمية والدولية على حد سواء.










