أطلق السير جافين ويليامسون، عضو البرلمان البريطاني ووزير الدفاع الأسبق والحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية، دعوة قوية لحكومة المملكة المتحدة للاعتراف رسميا بـأرض الصومال كدولة مستقلة، معتبرا أن الوقت قد حان لكسر سياسة “الإنكار” التي تنتهجها بريطانيا منذ أكثر من ستة عقود.
نموذج للاستقرار والديمقراطية
وفي خطاب مؤثر، وصف ويليامسون أرض الصومال بأنها “واحة من الاستقرار والديمقراطية” في منطقة القرن الأفريقي، مشيرا إلى أنها أجرت ستة انتخابات ديمقراطية خلال 35 عاما، في حين ظلت الدول المجاورة غارقة في الصراعات، والانقلابات، والإرهاب.
وأضاف: “تخيلوا بلدا نجا من الإبادة الجماعية، دون مساعدات تذكر، ويحكم نفسه بميزانية قدرها 250 مليون جنيه إسترليني فقط، ورغم ذلك نجح في بناء نظام ديمقراطي مستقر.”
نقد لاذع للسياسة البريطانية تجاه الصومال
انتقد ويليامسون السياسة البريطانية الحالية التي تواصل ضخ أموال المساعدات إلى الحكومة المركزية في الصومال، والتي وصفها بأنها “ملاذ للقراصنة والإرهابيين”، بينما تهمش أرض الصومال رغم كونها “دولة فعليا بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وأضاف: “من المعيب أن تصف وزارة الخارجية سياستها هذه بأنها واقعية أو تقدمية. في الوقت الذي نحاول فيه تقليص الإنفاق، لماذا نستمر في تجاهل شريك موثوق ومنفتح على التعاون والاستثمار؟”
دعوة للاعتراف السياسي والمكاسب الاقتصادية
أوضح ويليامسون أن الاعتراف بأرض الصومال ليس فقط مسألة أخلاقية، بل استراتيجية أيضا، مشيرا إلى الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية للمنطقة، خصوصا ميناء بربرة المطل على أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، واحتياطاتها من النفط والغاز غير المستغلة، التي تجذب اهتمام الشركات البريطانية.
التحذير من تخلف بريطانيا عن الركب الدولي
أشار النائب البريطاني إلى أن الولايات المتحدة بدأت تعيد النظر في موقفها، وسط تسريبات عن إمكانية اعتراف إدارة ترامب المحتملة بأرض الصومال، محذرا من أن تسبق واشنطن لندن في هذا الملف، رغم العلاقة التاريخية العميقة بين بريطانيا وأرض الصومال.
واختتم ويليامسون كلمته قائلا: “إننا مدينون لهم ليس فقط بالتاريخ المشترك، بل بوقفة شجاعة في اللحظة التي تحتاجها السياسة الخارجية البريطانية. أرض الصومال ليست عبئا، بل فرصة. فرصة لحليف موثوق، شريك تجاري، وصديق دائم.”
معلومات عن أرض الصومال
أرض الصومال أعلنت استقلالها من جانب واحد عن الصومال عام 1991، بعد انهيار الحكومة المركزية في مقديشو، لكنها لم تنل اعترافا دوليا رسميا حتى اليوم.
تمتاز المنطقة بحالة من الاستقرار السياسي النسبي، مقارنة بالصومال التي ما تزال تعاني من اضطرابات أمنية مستمرة.
تمتلك أرض الصومال علاقات دبلوماسية محدودة، أبرزها اعترافها الرسمي بـتايوان، ما يضعها في مسار سياسي مغاير للعديد من دول القارة.










