كشفت مجلة نيوزويك أن الدعم المتزايد من روسيا والصين لإيران يأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تهدد ثلاث دول أوروبية – بريطانيا وألمانيا وفرنسا – بتفعيل “آلية الزناد” (Snapback Mechanism)، وهي خطوة قد تقوض قدرة أوروبا والغرب على الضغط على الجمهورية الإسلامية، وتزيد من احتمالات لجوء الولايات المتحدة إلى الخيار العسكري.
الدعم الروسي-الصيني يغير موازين الضغط
وذكرت المجلة أن هذا الدعم، لا سيما في المحافل الدولية، منح طهران فرصة لتعزيز مواقفها في مواجهة الغرب. وأبرزت تصريحات ميخائيل أوليانوف، الممثل الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، الذي وصف تهديد الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية الزناد بأنه “ابتزاز”، مشيرا إلى أن معارضة موسكو وبكين لهذه الخطوة قد تحرم أوروبا من أدوات الضغط الدبلوماسي، وتقلل من نفوذها، وتدفع طهران للاعتماد بشكل أكبر على الحليفين الشرقيين.
كما شدد أوليانوف على أن الدول الأوروبية الثلاث نفسها تعتبر منتهكة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، وبالتالي، وبحسب وجهة نظر قانونية، لا تمتلك الحق في تفعيل آلية الزناد ضد إيران.
الصين: آلية الزناد لا تفيد العملية الدبلوماسية
من جانبها، أبدت الصين موقفا مشابها، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في 10 أغسطس/آب:
“آلية الزناد لا تساعد على بناء الثقة بين الطرفين، ولا تساهم في حل الخلافات، كما أنها تعيق الجهود الدبلوماسية الرامية إلى استئناف المفاوضات في وقت مبكر.”
تحذيرات إيرانية من عواقب ثقيلة
في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران ناقشت مع موسكو وبكين منذ سنوات سبل تجنب العودة إلى العقوبات. ووصف عواقب تفعيل آلية الزناد بأنها “خطيرة وثقيلة للغاية”، لكنه أشار إلى ضرورة التعامل معها بواقعية، قائلا:
“علينا أن نحاول منعها، ولكن في الوقت نفسه، يجب ألا نجعلها كبيرة للغاية.”
وأكد عراقجي أن هذه الخطوة، رغم خطورتها، لن تغير كثيرا في الوضع الاقتصادي الحالي لإيران، لكنه حذر من أنها ستخلف خسائر سياسية واستراتيجية كبيرة، مستدركا أن ذلك “ليس نهاية الدبلوماسية”.
تحذيرات داخلية من أزمات اقتصادية وأمنية
وفي تطور لافت، كشفت مجلة نيوزويك أن وزارة الاستخبارات الإيرانية وجهت تحذيرا سريا للوزارات والشركات الكبرى، حذرت فيه من أن تفعيل آلية الزناد سيؤدي إلى توقف صادرات النفط، واندلاع أزمات اقتصادية وأمنية حادة، وارتفاع معدلات البطالة والسخط الشعبي.
هل تتجه الأمور نحو التصعيد؟
تشير نيوزويك إلى أن استمرار الموقف الداعم من موسكو وبكين، وتراجع تأثير الضغوط الأوروبية، قد يدفع واشنطن إلى خيار أكثر حدة، خاصة إذا فقدت الآليات الدبلوماسية فاعليتها. وبينما تؤكد طهران أن العقوبات لن تكون نهاية الطريق، تزداد المؤشرات على تصعيد خطير قد يعيد المنطقة إلى دائرة المواج










