استقر سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 عند مستوى 600.50 جنيه سوداني للدولار الواحد في السوق الرسمي، وفقاً لأحدث البيانات من المؤسسات المالية الرائدة. هذا الاستقرار النسبي يأتي في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية معقدة نتيجة للصراع الدائر والأوضاع الإنسانية الصعبة.
استقرار نسبي وسط تقلبات محدودة
تشير البيانات إلى أن سعر الصرف شهد تقلبات طفيفة خلال الأسبوع الماضي، حيث تراوح بين أعلى مستوى عند 600.421 جنيه سوداني وأدنى مستوى عند 600.321 جنيه سوداني. وقد بلغ المتوسط الأسبوعي للسعر 600.371 جنيه سوداني للدولار الواحد، مما يعكس استقراراً نسبياً في معدل التبادل رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
يأتي هذا الاستقرار في ظل استمرار الصراع الذي بدأ في أبريل 2023، والذي أثر بشكل كبير على الاقتصاد السوداني وأدى إلى تضخم معدلات التضخم وتراجع قيمة العملة المحلية بشكل حاد.
الفجوة بين السوق الرسمي والموازي تستمر
وفقاً لتقارير اقتصادية حديثة، يستمر وجود فجوة كبيرة بين أسعار الصرف في السوق الرسمي والسوق الموازي. وتشير البيانات إلى أن الجنيه السوداني فقد 88% من قيمته في السوق الموازي مقارنة بالعام الماضي، بينما فقد 77% من قيمته في النظام المصرفي الرسمي.
يتداول الدولار في السوق الموازي بحوالي 2,565 جنيه سوداني تقريباً، وفقاً لآخر التقارير المتاحة، مما يخلق تحديات إضافية للاقتصاد السوداني ويؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين.
تأثير الصراع على الاقتصاد والأسعار
أدى الصراع المستمر منذ أبريل 2023 إلى تأثيرات اقتصادية واسعة النطاق. وحسب صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يصل معدل التضخم إلى 118.9% هذا العام، مقارنة بـ 200% في العام الماضي. هذه المعدلات المرتفعة تجعل السودان من بين البلدان التي تعاني من أعلى معدلات التضخم في العالم.
وقد أثر الصراع بشكل مباشر على قطاعات الإنتاج الحيوية، حيث تعطلت المصانع والورش في العاصمة الخرطوم وضواحيها، مما أدى إلى نقص في الإنتاج وزيادة الاعتماد على الواردات.
أسعار السلع الأساسية ترتفع بشكل حاد
تشير تقارير برنامج الأغذية العالمي إلى ارتفاعات حادة في أسعار السلع الأساسية. فقد ارتفع سعر الدقيق بنسبة 11% شهرياً ليصل إلى 3,019 جنيه سوداني للكيلوغرام، بزيادة 121% عن العام الماضي. كما ارتفع سعر الماعز بنسبة 8% شهرياً ليصل إلى 177,240 جنيه سوداني للرأس الواحد، بزيادة 235% مقارنة بالعام الماضي.
وفي مدينة بورتسودان، التي تعتبر من المناطق الأكثر أماناً والتي نزح إليها العديد من السودانيين، يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم 26,000 جنيه سوداني (43 دولار)، بينما كان يبلغ 12,000 جنيه سوداني (20 دولار) قبل الحرب.
البنك المركزي والسياسات النقدية
تواجه السلطات النقدية في السودان تحديات كبيرة في إدارة السياسة النقدية في ظل الظروف الراهنة. وتشير البيانات إلى أن البنك المركزي السوداني يحاول الحفاظ على استقرار نسبي في أسعار الصرف، لكن القدرة على التدخل الفعال تبقى محدودة نتيجة للظروف الأمنية والاقتصادية.
وقد أشارت البيانات التاريخية إلى أن معدل الصرف الرسمي للدولار الأمريكي شهد تقلبات كبيرة على مدار السنوات الماضية، حيث وصل إلى مستويات قياسية جديدة نتيجة للتحديات الاقتصادية المختلفة.
القطاع المصرفي والخدمات المالية
تظهر بيانات بنك أمدرمان الوطني أن سعر الشراء للدولار الأمريكي يبلغ 2,400 جنيه سوداني، بينما يبلغ سعر البيع 2,418 جنيه سوداني، وذلك وفقاً لآخر تحديث بتاريخ 28 يوليو 2025. هذه الأسعار تعكس الفجوة الكبيرة بين أسعار البنوك والأسعار الرسمية المعلنة.
وتواجه البنوك السودانية تحديات في توفير العملات الأجنبية لعملائها، مما يضطر الكثيرين إلى اللجوء إلى السوق الموازي للحصول على احتياجاتهم من الدولارات.
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين
يؤثر تقلب أسعار صرف الدولار بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين السودانيين، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على الواردات لتلبية الاحتياجات الأساسية. وتشير التقارير إلى أن تكلفة السلة الغذائية الأساسية لبرنامج الأغذية العالمي ارتفعت بنسبة 12% شهرياً لتصل إلى 2,036 جنيه سوداني، بزيادة 124% على أساس سنوي.
كما تتأثر أسعار الوقود والأدوية والسلع الاستهلاكية الأخرى بشكل مباشر بتقلبات أسعار الصرف، مما يزيد من معاناة المواطنين في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة.
التوقعات المستقبلية والتحديات
تشير التوقعات الاقتصادية إلى استمرار التحديات في المدى القريب، خاصة في ظل عدم وجود حل سياسي للصراع الدائر. وتعتمد إمكانية تحسن أسعار الصرف والأوضاع الاقتصادية بشكل كبير على استقرار الوضع الأمني وعودة النشاط الاقتصادي الطبيعي.
كما تلعب التحويلات من السودانيين المقيمين في الخارج دوراً مهماً في توفير العملات الأجنبية، لكن الظروف الأمنية تؤثر على قنوات التحويل الرسمية وتدفع الكثيرين إلى استخدام قنوات غير رسمية.










