أولا: تفاجأ العراقيون بشكل عام وسكان اقليم كردستان بشكل خاص ودول الأقليم بأحداث دامية ومباغتة حدثت في محافظة السليمانية العراقية التي هي جزء من اقليم كردستان العراق، ويدير شؤونها حزب الاتحاد الكردستاني الذي اصبح تابعا لأسرة وابناء الرئيس العراقي الراحل ” كردي” جلال الطالباني وعلى رأسهم بافل طالباني الذي يقلد مشية وملابس وحركات وحلاقة وتصرفات رجال المافيا في أمريكا اللاتينية، او يتصرف وكأنه ( زعيم مرتزقة في أدغال أمريكا اللاتينية).
ولكن هذه الاحداث لم تفاجأ المطلعين على الخلافات السياسية والشخصية داخل السليمانية وخصوصا بعد تبوأ بافل طالباني قيادة حزب الاتحاد.فالرجل تعالى وانتفخ كثيرا عندما وعده بعض زعماء المليشيات الشيعية وبعض القادة السياسيين الشيعة ان يكون هو الرئيس العراقي المقبل وطبعا باشارة من طهران.
والهدف هو لاستفزاز أربيل والزعيم مسعود بارزاني اولا، ولزيادة الهيمنة الإيرانية في العراق ثانيا،ولتصفير حظوظ منافس بافال الطالباني وهو رئيس حزب الشعب ( لاهور شيخ جنگي ) المقرب من تركيا واربيل وهذا ثالثا!
ثانيا:-نعم هناك مباغته بنوعية الحدث ضد مقر لاهور شيخ زنگي اليوم 22 آب 2025.ولكن لو رجعنا للوراء فهناك منافسة وكراهية بين بافل طالباني الذي يعتبر لاهور زنگي منافسا له وبنفس الوقت يشكل قلق دائم له.
وكذلك لاهور الذي يعتبر بافل غير مؤهل لقيادة الحزب وقيادة السليمانية وهناك قادة مخضرمين هم اولى بهذه المسؤولية.وكذلك يعتبر لاهور ان العلاقة مع ايران أضرت بالاقليم والسليمانية وبالعراق ويجب ان يعاد النظر فيها. لاسيما وان بافل طالباني قد اتهمه بأنه حليف لتركيا وحليف لأسرة بارزاني ويريد ان يضع السليمانية بخدمة اردوغان ومسعود البارزاني!
ثالثا:
أ؛-اما خطوات التصعيد وصولا لهذا اليوم فيبدو درست بعناية بدليل اعتقال زعيم المعارضة في كردستان (شاسوار عبد الواحد)رئيس حراك الجيل الجديد قبل ايام قليلة.واليوم 22 اب 2025 اطلق حملة لملاحقة واعتقال كل من:
1. لاهور جنكي: رئيس حزب الشعب والرئيس المشترك لليكتي مع بافل طالباني خلفا للراحل مام جلال طالباني.والذي لم يعجب بافل طالباني ذلك فاستفرد الأخير بكل شيء!
2. برهم صالح: “رئيس الجمهورية السابق” وأحد أبرز قيادات اليكتي.
3. ملا بختيار: أحد أهم رجالات اليكتي
4. شيخ جعفر مصطفى: نائب رئيس أقليم كوردستان وأحد قيادات اليكتي.
ب:-يعتبر ماحصل في السليمانية هو ( انقلاب بقوة السلاح ) بقيادة بافل طالباني لانهاء دور شريكه لاهور.وبنفس الوقت انهاء دور القادة التاريخيين في حزب الاتحاد الكردستاني الذي اصبح ملك إلى بافل!
رابعا:- لماذا قرر بافل طالباني القيام بهذا الانقلاب؟ وهنا بيت القصيد من المقال!
الجواب:
أ:تسربت اخبار وتقارير استخبارية بعيد حرب ال 12 يوم ضد ايران واصبحت بحوزة ايران ان بافل طالباني فتح السليمانية لتصبح البوابة السرية ل ( جهاز الموساد) الإسرائيلي بالتوغل في داخل إيران طيلة السنوات القليلة الماضية. بحيث نجح الموساد من ادخال المعارضين والجواسيس والأجهزة والأسلحة ووسائل الاتصال والاموال إلى الداخل الإيراني.
أي( كانت السليمانية اللاعب اللوجستي القوي في تمكين الموساد من اختراق إيران والانتشار في داخلها لفترات طويلة). هذا بحد ذاته جعل الإيرانيين في حالة جنون ضد السليمانية وضد بافل طالباني ولكنهم اجلوا الانتقام في الوقت الحاضر!
ب:- وعندما حوصر بافل طالباني بهذه التقارير الخطيرة عليه شخصيا وعلى حزبه وعلى مستقبله ومستقبل اسرته من قبل ايران التي تعتبر المتحكم والحليف الاستراتيجي لحزب الاتحاد ومحافظة السليمانية وهي التي فرضت جلال الطالباني رئيسا في العراق اي ايران.
سارع بافل طالباني ليبرأ نفسه من مساعدة الموساد الإسرائيلي من خلال الاستدارة ضد ( لاهور كنچي) وضد برهم صالح والآخرين على انهم هم عملاء الموساد وهم الطابور الخامس في السليمانية لصالح اسرائيل ضد إيران وهم الذين طعنوا بافل طالباني من الخلف وارادوا الفتنة بين بافل طالباني وطهران ( وطبعا لا ندري هل اقتنعت ايران بذلك؟ ام هي التي طلبت هذا الانقلاب لتعيد حساباتها وتموضعها في السليمانية والاقليم)
ج:- ونصف الاتهام الثاني الذي اراد بافل طالباني إقناع ايران به ان ( تركيا واربيل ) لهما دور في اختراق السليمانية وتسهيل مكوث الموساد في السليمانية ثم الدخول لإيران وجعل السليمانية منطقة اللوجست في نجاح دخول الموساد لداخل إيران والبقاء لفترات الطويلة وهنا يتهم ( لاهور كنچي) المقرب من تركيا ومن أربيل فقرر القبض عليه واعتقاله اسوة بالآخرين!
د:- بهذه العملية الامنية المركبة اراد بافل طالباني ارسال رساله لإيران ان التحالف التاريخي بين ايران والسليمانية لن ينتهي وسوف يبقى وبأكثر قوة من السابق لكي يضمن ( وصوله إلى رئاسة العراق ) ومثلما وعدوه قادة المليشيات وسياسيين شيعة كبار بتوجيه إيراني … وهذا سر تفرج حكومة المركز في ” بغداد ” وتنسيقا مع “طهران ” اللتان لزمتا الصمت حول الاحداث في السليمانية او حول احداث انقلاب السليمانية بقيادة بافل طالباني!
خامسا:
أ:-ويبقى هناك موضوع ( يعرفه القليلون جدا جدا) ربما بافل طلباني فعل ذلك ايضا بهدف اللحاق بالزعيم مسعود بارزاني الذي قطع شوطا طويلا بالتفاوض مع الاوربيين ومع الاميركان ومع المجتمع الدولي ان يكون ( له ولأسرته واولاده والمقربين منه وضع خاص بالعراق بعد التغيير القادم) لا سيما وان المجتمع الدولي قد حسم الموضوع سيكون (عراق واحد، ولا توجد فيه أقاليم) ويكون النظام المقبل فيه رئاسي وطني وحليف للمجتمع الدولي.
ب:-وحسب معلوماتي ومن مصادر دولية رفيعة وكبيرة ( قد حصل البارزاني على ضمانات خاصة ليكون مصيف صلاح الدين اشبه بالمشيخة التي لها خصوصية خاصة للبارزاني وأسرته وأقربائه ) …
ج:- وبالتالي..فربما يحاول ( بافل طالباني ) الحصول على نفس الامتيازات الذي حصل عليها البارزاني لأسرته واشقائه ووالدته والمقربين منه في مكان ما في السليمانية ففعل هذا الانقلاب لتقوية اوراقه بالتفاوض على هذا الموضوع!










