أفادت مصادر سورية رفيعة المستوى لـإندبندنت عربية بأن سوريا وإسرائيل تستعدان لتوقيع اتفاق أمني برعاية الولايات المتحدة في 25 سبتمبر المقبل، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة منذ عقود من القطيعة بين الجانبين.
التوقيع يسبقه خطاب للرئيس السوري في نيويورك
أوضحت المصادر أن الاتفاق سيسبقه بيوم واحد خطاب للرئيس السوري أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 24 سبتمبر، في إطار جدول أعمال دبلوماسي مكثف يهدف إلى تمهيد الأرضية للاتفاق المرتقب.
طبيعة الاتفاق: أمني لا سياسي
المصادر أكدت أن الاتفاق لن يصل إلى مستوى اتفاق سلام شامل، بل سيقتصر على الجوانب الأمنية، مع التركيز على خفض التوتر وضمان الاستقرار في جنوب سوريا، وتحديداً في محافظة السويداء التي شهدت تصعيداً أمنياً في الأشهر الماضية.
مفاوضات سرية في باريس
كشفت المصادر أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في العاصمة الفرنسية باريس، لمناقشة ترتيبات أمنية تتعلق بالجنوب السوري.
وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) عقد اجتماع بين الشيباني ووفد إسرائيلي الثلاثاء، من دون أن تذكر اسم ديرمر، مشيرة إلى أن المحادثات ركزت على:
خفض التصعيد وعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي.
التوصل إلى تفاهمات تدعم الاستقرار الإقليمي.
مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء.
إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 الذي أنشأ المنطقة العازلة في الجولان تحت إشراف الأمم المتحدة.
دور واشنطن في المحادثات
المفاوضات بين الجانبين تجري بوساطة أمريكية مباشرة، بعد جولات سابقة في باريس خلال يوليو وأغسطس لم تثمر عن اتفاق نهائي. وتشير المعلومات إلى أن واشنطن تسعى لتثبيت وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الإقليمي، في إطار جهودها لمنع تجدد العنف جنوب سوريا.
موقف الشرع: لا للتقسيم ولا للتدخل الخارجي
الرئيس السوري أحمد الشرع أكد قبل أيام، خلال جلسة حوارية مع وجهاء محافظة إدلب بثها التلفزيون الرسمي، رفضه استخدام القوة العسكرية أو الدماء في معركة توحيد البلاد، قائلاً: “أسقطنا النظام في معركة تحرير سوريا ولا يزال أمامنا معركة أخرى لتوحيد سوريا، ويجب ألا تكون بالدماء والقوة العسكرية”.
الشرع شدد على أن خطر تقسيم سوريا غير وارد، رافضاً مطالب بعض الأطراف في الجنوب بالاستقواء بإسرائيل، معتبراً أن “هذا أمر صعب للغاية ولا يمكن تطبيقه”.
أهمية الاتفاق ودلالاته
إذا تم التوقيع في الموعد المحدد، سيكون الاتفاق أول تفاهم مباشر بين دمشق وتل أبيب منذ اتفاق فض الاشتباك عام 1974، ما قد يشكل تحوّلاً استراتيجياً في مسار الصراع السوري وفي خريطة التحالفات الإقليمية، خصوصاً مع مشاركة أمريكية فعالة في صياغته.










