أفاد موقع “والا” العبري، بأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي نفذ مؤخرا محاولة فاشلة لاغتيال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التابعة للحوثيين في اليمن، اللواء محمد عبد الكريم الرومري، وذلك أثناء اجتماعه مع عدد من كبار المسؤولين العسكريين. وأحبطت العملية في اللحظة الأخيرة، وسط تشديد أمني حوثي متزايد حول قياداتهم.
يأتي هذا التطور في سياق تصاعد التهديدات الحوثية ضد إسرائيل، لا سيما في أعقاب إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه الأراضي المحتلة خلال الأشهر الماضية، في إطار دعم الحوثيين لحركة حماس وتضامنهم مع غزة.
بنك أهداف واسع.. والجيش يستعد للرد
بحسب التقرير، يعمل جهاز الاستخبارات العسكرية، والأمن القومي، والموساد على بناء “بنك أهداف” واسع النطاق لاستهداف “مراكز ثقل الحوثيين” في اليمن.
وتهدف هذه الخطوة إلى تنفيذ ضربة شاملة تختلف في طبيعتها وأثرها عن “العملية الأمريكية المحدودة” التي نفذت سابقا ضد الحوثيين، والتي فشلت – حسب تعبير المصادر – في إضعافهم بشكل ملموس.
تشير التقديرات الأمنية والسياسية الإسرائيلية إلى أن الرد العسكري بات حتميا، نظرا لاستمرار الهجمات الحوثية وعدم فعالية الوسائل الدبلوماسية حتى الآن. ويحذر مسؤولون من أن التهديد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية آخذ في التصاعد، وأن الجيش الإسرائيلي “لن يتمكن من تجاهل هذا الخطر لفترة أطول”.
الدروس من “عملية الفارس الخشن”
واستعرض التقرير العبري نتائج “عملية الفارس الخشن” التي شنتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين بين مارس ومايو، والتي شملت أكثر من ألف غارة جوية، وأسفرت عن مقتل المئات من المقاتلين الحوثيين، وتدمير عدد من المواقع الاستراتيجية.
ومع ذلك، أظهر الحوثيون قدرة لافتة على التعافي والعودة للهجوم، مما يعكس تحديا استخباراتيا ولوجستيا كبيرا.
ورغم حجم الخسائر البشرية والمادية، منها إسقاط سبع طائرات مسيرة أمريكية متطورة من طراز MQ-9 Reaper، وخسارة مقاتلة F-18، لم تحقق العملية أهدافها الاستراتيجية، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى تفضيل المسار التفاوضي مع الحوثيين عبر وسطاء، من دون إشراك إسرائيل في أي مرحلة من المفاوضات.
خلاف في التقديرات… وضغط نحو التصعيد
ويبرز من التقرير وجود خلاف داخلي في إسرائيل بين القيادات الأمنية والسياسية.
فبينما تحذر الجهات العسكرية من صعوبة ضرب الحوثيين بسبب انتشار مراكزهم تحت الأرض، تصر مصادر سياسية على إمكانية شلهم إذا جرى استهداف شامل ومتزامن للبنية التحتية العسكرية، والموانئ، والصناعات الدفاعية، ومراكز القيادة والسيطرة.
ويعتقد أن أي تحرك بري إسرائيلي نحو مدينة غزة في المرحلة المقبلة قد يدفع الحوثيين إلى توسيع نطاق الهجمات الصاروخية، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.










