تفجرت مؤخراً واحدة من أكثر الجرائم الأسرية إثارة للصدمة في محافظة المنيا، حيث كشفت وزارة الداخلية المصرية عن تفاصيل مروعة لجريمة تسمم راح ضحيتها ستة أطفال أشقاء ووالدهم. في تطور صادم، أسفرت التحريات عن تورط زوجة الأب الثانية في تدبير هذه الجريمة الوحشية التي هزت قرية دلجا بمركز دير مواس.
الكشف عن الجاني الحقيقي
بعد أسابيع من التحقيقات المكثفة، أعلنت وزارة الداخلية عن حل لغز الموت الغامض الذي ضرب أسرة كاملة. أكدت التحريات أن زوجة الأب الثانية قامت بوضع مادة سامة في خبز الطعام الذي كانت تُعده لأطفال زوجها ووالدتهم. الدافع وراء هذه الجريمة البشعة كان رغبتها في التخلص من أبناء الزوجة الأولى بعد أن أعاد الزوج زوجته الأولى إلى عصمته مؤخراً، واعتقاداً منها أنه سوف ينفصل عنها.
تم ضبط المتهمة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدها. وكشفت مصادر أن الأجهزة الأمنية فرضت حراسة مشددة على المتهمة خلال الفترة الأخيرة، نظراً لكونها في أواخر شهور حملها وقت وقوع الجريمة، وفور ولادتها الأسبوع الماضي، استؤنفت التحقيقات معها حتى تم الإعلان عن تورطها.
تسلسل الأحداث المأساوية
بدأت المأساة في 11 يوليو الماضي بوفاة ثلاثة أطفال، ولحق بهم شقيقهم الرابع، ثم شقيقتان أخريان، وأخيراً والدهم. ظهرت على الضحايا أعراض متشابهة وخطيرة تمثلت في قيء حاد، وارتفاع مفاجئ في الحرارة، وتشنجات، واضطراب في الوعي.
هرعت الأسرة بالأطفال إلى المستشفى في محاولة لإنقاذهم، لكن سرعان ما توفوا تباعاً وسط ذهول الأطباء وحيرة الجميع. بينما لم تفق العائلة من صدمة فقدان الأطفال، سقط الأب هو الآخر ضحية لنفس الأعراض الغامضة، ولحق بأبنائه إلى مثواهم الأخير.
الضحايا السبعة هم:
ريم ناصر (10 سنوات)
عمر ناصر (7 سنوات)
محمد ناصر (11 سنوات)
أحمد ناصر (5 سنوات)
رحمة ناصر
فرحة ناصر
ناصر محمد الشريف (الأب)
التحقيقات وكشف الحقيقة
أمرت النيابة العامة بتشريح الجثامين وسحب عينات لتحليلها في المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة. بعد تحليل العينات، جاءت المفاجأة: المادة السامة التي تسببت في الوفاة هي مبيد حشري قاتل من نوع “الكلورفينابير”.
هذا المبيد النادر الاستخدام والمستورد من الخارج يُعرف بخطورته الشديدة، حيث أن نصف جرام فقط منه كافية لقتل إنسان بالغ. الأعراض التي يسببها تشمل:
مغص شديد وقيء
ارتفاع في درجة الحرارة
اضطرابات في الوعي
هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية
الوفاة في الحالات الشديدة
الخطير في هذا المبيد أنه ليس له ترياق، مما يجعل العلاج صعباً أو مستحيلاً بمجرد ظهور الأعراض. كما أن التحاليل المخبرية التقليدية لا تكشف عن هذه المادة بسهولة، مما يفسر التأخر في معرفة السبب الحقيقي وراء وفاة الضحايا.
الغيرة القاتلة والدوافع
كشفت التحقيقات أن الدافع وراء هذه الجريمة البشعة كان الغيرة القاتلة. فبعد أن أعاد الزوج زوجته الأولى إلى عصمته مؤخراً، شعرت الزوجة الثانية بالتهديد والرفض، واعتقدت أن الزوج سيهملها أو يطلقها.
قررت الجانية إنهاء وجود الأسرة بالكامل، فاستهدفت الأطفال الستة ووالدتهم. لكن القدر شاء أن ينجو بعضهم من هذه المحاولة، وتكشف الجريمة في الوقت المناسب.
التحريات المكثفة
امتدت دائرة التحريات إلى محافظة بني سويف، مسقط رأس أسرة والدة الأطفال، للوقوف على أي ملابسات إضافية. انتقل فريق البحث إلى منزل أسرة الأم في إحدى قرى بني سويف، وفحص الموقع بدقة، إلى جانب مراجعة كاميرات المراقبة في المنطقة.
تمت مراجعة محال بيع المبيدات الحشرية داخل القرية وفي محيطها، وتم سؤال أصحاب المحال عن أي عمليات شراء تمت مؤخراً، سواء من الأم أو أي من أقاربها، للتأكد من مصدر السم المستخدم.
ردود الفعل والمطالبة بالعدالة
أثارت الواقعة المؤلمة غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد تداول تفاصيل الجريمة البشعة. اعتبر كثيرون أن ما حدث يمثل قمة الغدر وانعدام الرحمة والإنسانية تجاه الأطفال الأبرياء، مطالبين بتوقيع أقصى العقوبات بحق المتهمة.
طالبت أسرة “أطفال المنيا” بالقصاص العاجل من المتهمة، وذلك في أول تعليق للأسرة بعد إعلان وزارة الداخلية رسمياً عن هوية الجاني. قال علي محمد عم الأطفال: “إن إعلان وزارة الداخلية عن المتهمة الرئيسية أثلج صدورهم بعد 43 يوماً من الألم والغموض، مشدداً على ضرورة القصاص منها في أسرع وقت ممكن”.










