أعلن الشيخ حكمت الهجري، المرجعية الروحية الأبرز لطائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، عن انضمام اللواء 164 إلى تشكيلات قوات الحرس الوطني في الجنوب السوري، وذلك خلال اجتماع عقد في بلدة قنوات، بحضور شخصيات محلية وقادة ميدانيين.
ويعد هذا التطور خطوة جديدة نحو تعزيز القدرات الدفاعية المحلية في المحافظة، وسط تصاعد التحديات الأمنية، والضغوط السياسية التي تعصف بالمشهد السوري.
التنسيق مع قسد والعلويين في الساحل
في تصريح لافت، أكد الشيخ حكمت الهجري وجود “تفاهمات مبدئية” مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الشمال الشرقي، ومع قيادات علوية في الساحل السوري، بهدف التنسيق فيما أسماه بـ”رؤية وطنية جامعة” تهدف إلى منع الانزلاق إلى الفوضى، وتعزيز الأمن المجتمعي في مناطق نفوذ الأقليات.
وأشار الهجري إلى أن هذه التفاهمات لا ترقى إلى تحالف عسكري مباشر، لكنها تقوم على أساس المصالح المشتركة و”احترام خصوصية كل مكون”.
عودة جهاد نجم الغوطاني إلى الواجهة
وشهد اللقاء أيضا عودة العميد السابق في الجيش السوري، جهاد نجم الغوطاني، إلى الساحة بعد سنوات من الغياب. وكان الغوطاني أحد الشخصيات المثيرة للجدل في بداية النزاع السوري، وشغل مناصب ميدانية في عدة جبهات قبل انشقاقه عام 2014.
وقد التقى الغوطاني بالشيخ الهجري بشكل علني، في خطوة رآها مراقبون مؤشرا على محاولة توحيد الصفوف في الجنوب تحت مظلة الحرس الوطني، وبعيدا عن أي اصطفافات خارجية مباشرة.
خلفية عن اللواء 164
اللواء 164 تشكل في بدايات عام 2023 من مجموعة فصائل محلية مسلحة، وقد ركز نشاطه على حماية القرى والمزارع جنوب السويداء وشرقها، وشارك في التصدي لعدة محاولات تسلل من قبل تنظيم داعش وخلايا تهريب.
وينتظر أن يعاد تنظيم اللواء ضمن هيكلية الحرس الوطني، بإشراف مشترك بين قيادات عسكرية منشقة وشخصيات دينية وزعامات اجتماعية.
انضمام اللواء 164 إلى الحرس الوطني يشكل نقطة تحول في مسار التشكيلات المحلية بالسويداء، ويعكس سعيا جادا نحو صياغة مشروع أمني سياسي مستقل، يعتمد على التوازنات المحلية والتفاهمات العابرة للمناطق، خصوصا في ظل الانهيار التدريجي للسلطات المركزية.










