شهدت شركة ريمون للإنترنت، المزود الإسرائيلي المعروف بخدماته الموجهة للجمهور الديني والحريدي، هجوما إلكترونيا واسع النطاق يحمل بصمات إيرانية أدى إلى انقطاع خدمات عشرات الآلاف من العملاء، في حادثة أثارت قلقا واسعا بشأن الأمن السيبراني.
فصل البنية التحتية عن الإنترنت
أكدت شركة ريمون، في بيان رسمي، أنها اضطرت إلى فصل بنيتها التحتية عن الإنترنت بشكل كامل بعد تعرضها لهجوم سيبراني “من جهة معادية”، ما أدى إلى انقطاع تام في الخدمة لعدد كبير من العملاء، فيما واجه آخرون تذبذبا حادا في الاتصال بالشبكة وخدمات تصفية المحتوى.
مجموعة “مجهولون من أجل العدالة” تتبنى الهجوم
وأعلنت مجموعة قراصنة تطلق على نفسها “مجهولون من أجل العدالة” مسؤوليتها عن الهجوم، وزعمت في بيان نشرته على قناة تيليجرام أنها حذفت أكثر من 500 تيرابايت من البيانات، واخترقت موقع الشركة الرئيسي ومجموعة من أنظمتها الداخلية.
وجاء في الرسالة التي حملت عنوان “القيامة”: “نفذنا هجوما ناجحا على ريمون. تعذر الوصول إلى موقع Rimon.net.il، وتم حذف البيانات الحيوية. لدينا الآن معلومات حساسة عن آلية تصفية الإنترنت المستخدمة، وسننشر تفاصيل تثبت نشاطات غير قانونية مرتبطة بتتبع المستخدمين، خاصة الفلسطينيين.”
ريمون تطمئن العملاء: لا مؤشرات على تسرب معلومات
من جهتها، سعت ريمون إلى طمأنة عملائها برسالة قالت فيها: “تعرضت ريمون لهجوم إلكتروني من جهة معادية. بادر فريقنا الأمني إلى اتخاذ إجراءات فورية بالتعاون مع خبراء خارجيين من شركتي OASIS وCyberTeam360.”
وأكدت الشركة أنه “لا توجد حتى الآن مؤشرات على تسرب معلومات شخصية”، لكنها أشارت إلى أن خدمات التصفية الخاصة بها قد تكون “معرضة للخطر مؤقتا”، وأن العمل جار لإعادة النظام إلى وضعه الطبيعي.
هجوم ضمن نمط إيراني مألوف
يرى خبراء في الأمن السيبراني أن الهجوم يحمل بصمات واضحة لجهات مرتبطة بإيران.
وقال توم مالكا، رئيس قسم أبحاث الإنترنت والذكاء الاصطناعي في شركة “راكيا غلوبال”، لموقع “والا تكنولوجي”: “هذا النوع من الهجمات يمثل أسلوبا مألوفا للحرس الثوري الإيراني: استخدام مجموعات واجهة لشن هجمات محدودة لكنها ذات صدى إعلامي كبير. ليس من المؤكد أن 500 تيرابايت حذفت فعليا، لكن الأثر النفسي لا يقل أهمية عن الأثر التقني.”
وأضاف مالكا: “الهدف من هذه العمليات مزدوج: شل الخدمات مؤقتا، وزعزعة ثقة الجمهور الإسرائيلي بالبنية التحتية الرقمية، خصوصا في أوساط فئات محافظة تعتمد على خدمات مراقبة المحتوى.”










