في تطور عسكري مهم، نفذت قوات الأمن في بونتلاند، بالتعاون مع الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة, سلسلة من الضربات الجوية والبرية المدمرة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في منطقة جبال كال مسكاد بإقليم باري في الصومال.
أكثر من 700 مقاتل أجنبي قتلوا في 8 أشهر
كشفت قوات الأمن في بونتلاند أن عملية “هلاع” (البرق) التي انطلقت في نوفمبر 2024 نجحت في قتل أكثر من 700 مقاتل أجنبي خلال ثمانية أشهر من القتال المستمر. وقد أظهرت العملية فعالية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، حيث شاركت طائرات أمريكية وإماراتية في تنفيذ غارات جوية دقيقة استهدفت معاقل التنظيم.
المرحلة الرابعة من العملية تحقق 98% من أهدافها
أعلن الرئيس سعيد عبدالله ديني في يونيو 2025 عن بدء المرحلة الرابعة من عملية “هلاع” والتي تهدف إلى القضاء على الجيوب المتبقية من مقاتلي داعش. وأشار ديني إلى أن القوات نجحت في استعادة 98% من سلسلة جبال كال مسكاد التي كانت تشكل المعقل الرئيسي للتنظيم.
ضربات أمريكية مدمرة تقتل قادة التنظيم
شهد شهر فبراير 2025 تصعيداً ملحوظاً في العمليات الأمريكية، حيث أمر الرئيس دونالد ترامب بتنفيذ ضربات جوية مكثفة استهدفت شبكة من الكهوف التي يستخدمها التنظيم. وقد أسفرت هذه الضربات عن مقتل قادة مهمين في التنظيم بينهم أحمد معليمين العماني، المسؤول عن التجنيد والتمويل.
الدعم الإماراتي يعزز فعالية العمليات
لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في نجاح العمليات من خلال قوة الشرطة البحرية المتمركزة في ميناء بوصاصو الرئيسي. وقد نفذت الطائرات الإماراتية عدة غارات جوية مستقلة، كما قدمت معلومات استخباراتية حيوية ساعدت في تحديد أهداف دقيقة.
التحديات الجغرافية والاستراتيجية
تواجه القوات تحديات كبيرة في المنطقة الجبلية الوعرة، حيث تتمركز بقايا التنظيم في منطقتين صعبتي الوصول: جبال هابلي ووادي بالاده. ويقدر المحللون وجود أكثر من 100 مقاتل بينهم قادة مهمون في هذه المناطق النائية.
التأثير الإقليمي والدولي
شبكة تمويل عالمية
كشفت العمليات عن شبكة تمويل دولية معقدة يديرها تنظيم داعش-الصومال، حيث استخدم التنظيم العملات المشفرة لتمويل هجمات إرهابية في مناطق أخرى من العالم. وقد ربطت المخابرات الأمريكية والصومالية بين أموال جمعها التنظيم في الصومال وتمويل تفجير مطار كابول عام 2021.
مقاتلون أجانب من 8 دول
أظهرت الوثائق المستردة من المعسكرات المدمرة أن المقاتلين الأجانب ينحدرون من 8 دول مختلفة، بما في ذلك ألمانيا والأرجنتين وتونس والمغرب وكينيا ولبنان والبحرين وبنغلاديش. وقد وجدت القوات جوازات سفر لمقاتلين من هذه الدول في المعسكرات المدمرة.
الخسائر والإنجازات
إحصائيات العملية
أكثر من 700 مقاتل أجنبي قتلوا خلال 8 أشهر
315 كيلومتر تم تطهيرها من وجود التنظيم
48 كهف ونقطة للتنظيم تم الاستيلاء عليها
98% من جبال كال مسكاد تم استعادتها
الخسائر في صفوف القوات الحكومية
رغم النجاحات المحققة، تكبدت قوات بونتلاند خسائر في الأرواح، حيث قتل 27 جندياً في معركة واحدة في منطقة توغا جاسيل في فبراير 2025. كما قتل قائد في قوات الأمن بانفجار عبوة ناسفة في أغسطس 2025.
التطورات الأخيرة والمستقبل
عمليات أغسطس 2025 المستمرة
شهد شهر أغسطس 2025 تجدد العمليات العسكرية بعد فترة من التباطؤ، حيث انتشرت القوات في منطقة هابلي وواصلت قصف مواقع التنظيم بالمدفعية. وتشير التقارير إلى أن العمليات قد تستمر حتى سبتمبر 2025 للقضاء على آخر جيوب المقاومة.
الدعم الشعبي والمجتمعي
حظيت العملية بدعم شعبي واسع، حيث شاركت النساء في دعم القوات من خلال تحضير الطعام والانضمام كممرضات لعلاج الجرحى. وقد أبدت القبائل المحلية تعاوناً كاملاً مع القوات الحكومية في تحديد مواقع التنظيم.
التحليل الاستراتيجي
تمثل عملية “هلاع” نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، حيث جمعت بين الخبرة الأمريكية والإماراتية مع المعرفة المحلية لقوات بونتلاند. وقد نجحت العملية في تحقيق هدفين استراتيجيين: تدمير البنية التحتية للتنظيم وقطع خطوط إمداده المالية والعسكرية.
كما أظهرت العملية أهمية الاستخبارات الدقيقة والتنسيق المحكم بين القوات الجوية والبرية، مما مكن من تحقيق نتائج فعالة مع تقليل الخسائر المدنية إلى الحد الأدنى.










