كشفت الصور الفضائية المأخوذة من أقمار Sentinel-1 أن إثيوبيا فتحت صباح 24 أغسطس 2025 عدة بوابات من المفيض العلوي لسد النهضة. هذه الخطوة التاريخية تأتي بعد امتلاء خزان السد بحوالي 64 مليار متر مكعب، متجاوزاً بذلك التخزين المسجل العام الماضي الذي توقف عند 60 مليار متر مكعب في 5 سبتمبر 2024.
يُعد هذا الحدث نقطة تحول جذرية في تشغيل السد، حيث تمكنت إثيوبيا لأول مرة من السيطرة الكاملة على تدفق المياه عبر البوابات المكتملة البناء، بعكس السنوات السابقة التي كانت تعتمد على التصريف الطبيعي.
سبب تأخير فتح البوابات
أدى انخفاض معدل هطول الأمطار عن المتوسط في حوض النيل الأزرق خلال النصف الأول من موسم الأمطار الحالي إلى تأخير فتح بوابات المفيض العلوية.
رغم أن الأمطار لا تزال أقل من معدلاتها الطبيعية، إلا أن تقديرات مركز إيجاد IGAD للتنبؤات المناخية تشير إلى زيادة متوقعة في الأمطار خلال النصف الثاني من الموسم.
قدرة التصريف والسيطرة الإثيوبية
تبلغ قدرة التصريف حوالي 200 مليون متر مكعب يومياً لكل بوابة، مما يمنح إثيوبيا سيطرة تامة على كميات المياه المتدفقة نحو دولتي المصب السودان ومصر.
هذه القدرة على التحكم تمثل تطوراً جوهرياً، حيث أكد الخبير عباس شراقي أن “القرار بيد أديس أبابا” فيما يتعلق بكميات التصريف وتوقيتها.
الوضع الراهن للتوربينات
لا توجد معلومات مؤكدة عن عدد التوربينات المركبة فعلياً من أصل 13 توربين مخطط لها في السد.
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن تشغيل التوربين الثالث والرابع في أغسطس 2024، ووعد بتشغيل 3 توربينات إضافية في ديسمبر 2024، ليصل العدد الإجمالي إلى 7 توربينات.
مشاكل التشغيل الفعلي
تشير التقارير إلى وجود مشاكل فنية في تشغيل التوربينات، حيث أوضح شراقي أن عدم تشغيل التوربينات بكفاءة واضح من خلال عدم انخفاض مستوى المياه في الخزان كما هو متوقع.
التأثيرات على مصر والسودان
الوضع في مصر
أكد الخبراء أن الانخفاض الحالي في كمية الأمطار لن يؤثر على حصة مصر هذا العام، حيث أن التخزين في بحيرة ناصر مطمئن.
توقع شراقي أن تصل كمية المياه المتوقع وصولها لمصر حال فتح بوابات المفيض إلى 35 مليار متر مكعب، وتبدأ في الوصول لبحيرة السد العالي بعد أسبوعين من فتح البوابات.
الأوضاع في السودان
تواجه السدود السودانية وضعاً مختلفاً، حيث لا تخزن مياه في بداية الموسم وبواباتها مفتوحة، مما يجعلها جاهزة لاستقبال المياه المتدفقة من سد النهضة.
الدلالات الاستراتيجية والسياسية
اكتمال البناء والسيطرة الكاملة
أعلن آبي أحمد أن بناء سد النهضة اكتمل بنسبة 100% وسيكون جاهزاً بالكامل بحلول ديسمبر 2025. كما أكد سليشي بقلي رئيس لجنة التفاوض الإثيوبية انتهاء بناء السد الخرساني باستثناء اللمسات النهائية.
انتهاء المفاوضات الثلاثية
أكد وزير الري المصري هاني سويلم أن “المفاوضات انتهت ولا عودة لها بالشكل المطروح” لأنها أصبحت “استنزافاً للوقت”.
هذا التصريح يؤكد فشل كامل في الوصول لاتفاق ملزم حول تشغيل السد، مما يترك الأمر بالكامل للقرار الإثيوبي الأحادي.
التحديات والمخاطر المستقبلية
المخاطر الفنية
يحذر الخبراء من مخاطر فنية محتملة نتيجة تخزين كميات كبيرة دون استفادة فعلية، خاصة مع عدم جاهزية شبكة نقل الكهرباء والمشاكل في تشغيل التوربينات.
التأثيرات الاقتصادية
رغم الاستثمار الضخم البالغ 4 مليارات دولار، تواجه إثيوبيا تحديات في تحقيق العائد الاقتصادي المتوقع من السد بسبب المشاكل التقنية والبنية التحتية غير المكتملة.










