دعت إسرائيل رسميا إلى تعزيز التعاون الدفاعي مع كوريا الجنوبية، بما في ذلك المشاركة في تطوير أنظمة اعتراض صاروخية متقدمة، في ظل ما وصفته بـ”تصاعد التهديدات من إيران وحلفائها، بما في ذلك كوريا الشمالية”.
وجاءت الدعوة على لسان يوفال بيسكي، المدير العام لأنظمة الدفاع الجوي في شركة “رافائيل” الإسرائيلية للصناعات العسكرية، خلال مقابلة مع وسائل إعلام كورية جنوبية، حيث أكد أن إسرائيل تسعى إلى رفع مستوى الشراكة الدفاعية مع سيول إلى “مستوى التكامل”.
وقال بيسكي: “نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي أثبت فعاليته في الحرب الأخيرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن إيران وحلفاءها، مثل كوريا الشمالية، لا يجلسون مكتوفي الأيدي، بل يعملون على تطوير صواريخ أكثر تقدما، ما يشكل تهديدا مشتركا لإسرائيل وكوريا الجنوبية”.
مشروع “سكاي سونيك” على الطاولة
وكشف موقع “غلوبس” الإسرائيلي أن إسرائيل طلبت من كوريا الجنوبية الانضمام إلى مشروع تطوير نظام “سكاي سونيك”، وهو نظام اعتراض جديد صمم خصيصا للتصدي للصواريخ الأسرع من الصوت، ويجري تطويره في شركة رافائيل منذ عامين.
ووفقا لبيسكي، فإن هذا النظام قد يمثل نقلة نوعية في الدفاع الجوي متعدد الطبقات، مشيرا إلى أن الخبرة الكورية في الإنتاج الضخم، وكذلك التجربة الميدانية في مواجهة تهديدات من مناطق جبلية مثل إيران، تجعل من كوريا الجنوبية شريكا مثاليا في هذا المشروع.
تعاون استراتيجي لمواجهة أعداء مشتركين
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن تعزيز التعاون مع كوريا الجنوبية لا يتوقف عند الجانب العسكري، بل يحمل أيضا أبعادا اقتصادية واستراتيجية طويلة المدى، خصوصا في ظل التهديدات المشتركة من دول “مارقة”، على حد تعبيره.
وقال بيسكي: “كوريا الجنوبية تمتلك قدرة صناعية من الأفضل في العالم، ومعرفتها بالتعامل مع بيئات جغرافية معقدة يجعلها شريكا ثمينا في تطوير تكنولوجيا الدفاع المستقبلية”.
يأتي هذا التوجه الإسرائيلي في سياق تصاعد المواجهات غير المباشرة مع إيران، إضافة إلى مخاوف متزايدة من دعم كوريا الشمالية لطهران تكنولوجيا وعسكريا، لا سيما في مجال تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وكانت إسرائيل قد نفذت عددا من العمليات الجوية خلال الأشهر الماضية ضد أهداف مرتبطة بإيران ووكلائها في سوريا والعراق واليمن، وسط تصاعد التوتر الإقليمي وتزايد الاعتماد على أنظمة الاعتراض المتقدمة.










