أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025، اغتيال محمود الأسود، رئيس جهاز الأمن العام لحركة حماس في منطقة غرب غزة، مؤكداً أنه كان “شخصية مركزية ومصدراً مهماً للمعلومات” بالنسبة للحركة. وحسب البيان الإسرائيلي، نُفذت العملية في 22 أغسطس 2025 بواسطة طائرة حربية استهدفت الأسود في منطقة عمله.
هذا الإعلان يأتي في إطار حملة إسرائيلية متصاعدة تستهدف القيادات الأمنية والعسكرية لحركة حماس، بالتزامن مع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية في 8 أغسطس الماضي.
من هو محمود الأسود؟
محمود الأسود شغل منصب قائد منطقة غرب غزة في جهاز الأمن العام التابع لحركة حماس. وفق المصادر الإسرائيلية، كان الأسود يُعتبر “شخصية مركزية ومصدراً مهماً للمعلومات الاستخبارية” للحركة، مما جعله هدفاً أولوياً للعمليات الإسرائيلية.
جهاز الأمن العام لحماس هو المسؤول عن منع التجسس وإحباط جمع المعلومات الاستخبارية وضمان أمن كبار مسؤولي التنظيم داخل قطاع غزة وخارجها. هذا الجهاز يُعتبر العمود الفقري لحماية القيادات والحفاظ على الأسرار التنظيمية للحركة.
السياق الأوسع للعمليات الإسرائيلية
يأتي اغتيال الأسود ضمن حملة واسعة من “القتل المستهدف” التي تنتهجها إسرائيل ضد قيادات حماس. ففي يوليو 2025، أعلنت القوات الإسرائيلية القضاء على أمجد محمد حسن شاعر، رئيس مديرية مكافحة التجسس في جهاز الأمن العام لحماس. هذه العمليات تهدف إلى “تعطيل التخطيط والتنسيق وتنفيذ الأنشطة الإرهابية” وفقاً للتبرير الإسرائيلي.
وفقاً لمعهد دراسات الأمن الإسرائيلي، فإن استراتيجية “قطع الرأس” أو الاغتيالات المستهدفة تهدف إلى إضعاف وتفكيك التنظيمات المقاومة عبر القضاء على قياداتها المحورية. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى دورة من العنف المتبادل.
الوضع الحالي في غزة
تأتي هذه العملية في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي شامل يستهدف مدينة غزة. تشن فرقتان من الجيش الإسرائيلي (الفرقة 162 والفرقة 99) هجمات على أطراف مدينة غزة تنفيذاً لخطة احتلالها. منذ 11 أغسطس، يشن الجيش الإسرائيلي “هجوماً واسعاً على حي الزيتون” جنوب شرق المدينة، مستخدماً روبوتات مفخخة لنسف المنازل والقصف المدفعي.
الأرقام الرسمية تُظهر حجم الدمار الهائل: 61,722 فلسطينياً قُتلوا و154,525 أصيبوا منذ 7 أكتوبر 2023. وفق تقرير الأمم المتحدة، فإن 86.3% من قطاع غزة أصبح ضمن المنطقة العسكرية الإسرائيلية أو تحت أوامر الإخلاء.
انهيار البنية الأمنية لحماس
تُظهر المصادر الاستخبارية أن حماس تواجه انهياراً شبه كامل في بنيتها الأمنية. ضابط رفيع المستوى في أجهزة أمن حماس كشف لبي بي سي أن “الحركة فقدت نحو 80% من سيطرتها على قطاع غزة”. وأضاف أن “95% من القيادات قُتلت والعناصر النشطة قضت جميعاً”.
هذا الانهيار أدى إلى ظهور عشائر مسلحة تملأ الفراغ الأمني، حيث أصبحت “المجموعات الإجرامية منتشرة في كل مكان” وفق الضابط الأمني. كما أشار إلى أن “أي محاولة للمقاومة أو التنظيم ضد اللصوص تتعرض للقصف الإسرائيلي خلال نصف ساعة”.










