كشفت شبكة سكاي نيوز أستراليا، في تقرير حصري، أن تنبيها استخباراتيا إسرائيليا قد ساعد وكالة الاستخبارات والأمن الأسترالية (ASIO) على تحقيق تقدم كبير في التحقيقات المتعلقة بهجمات إرهابية وقعت على الأراضي الأسترالية، نسبت إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
معلومات استخباراتية حاسمة
وأفادت مصادر مطلعة بأن الموساد الإسرائيلي زود ASIO بمعلومات دقيقة تتعلق بأحد الهجمات الحارقة التي نفذت داخل أستراليا، إلا أن الجزء الأكبر من التحقيقات المعقدة – مثل فك الرسائل المشفرة وتحليل الاتصالات السرية – تم بواسطة باحثي الاستخبارات الأسترالية.
وأكدت ASIO، بشكل مستقل عن إسرائيل، أن الحرس الثوري الإيراني كان متورطا في تلك الهجمات، مما يعزز الاتهامات الرسمية التي وجهت مؤخرا لطهران.
استمرار التعاون رغم التوتر الدبلوماسي
وعلى الرغم من وجود خلافات سياسية بين حكومتي أنتوني ألبانيز وبنيامين نتنياهو، فإن التعاون الاستخباراتي بين البلدين لا يزال نشطا واستراتيجيا. فقد سبق لإسرائيل أن قدمت معلومات في عام 2017، ساعدت في إحباط مؤامرة لتفجير طائرة تابعة للاتحاد للطيران كانت متجهة إلى سيدني.
تحديد الهجمات وتورط طهران
وفي أحدث تطور، أكدت الحكومة الأسترالية رسميا تورط إيران في هجومين معاديين للسامية:
هجوم على مطعم “كونتيننتال كيتشن” في سيدني بتاريخ 20 أكتوبر 2024.
هجوم على كنيس “أداس إسرائيل” في ملبورن بتاريخ 6 ديسمبر 2024.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، في مؤتمر صحفي من كانبيرا، إن لدى الأجهزة الأمنية “ما يكفي من المعلومات الموثوقة” للقول بأن الحكومة الإيرانية “دبرت” الهجمات.
وأكد مدير ASIO، مايك بورجيس، أن التحقيقات لا تزال جارية في حوادث معادية للسامية أخرى، يشتبه في أن لإيران دورا مباشرا فيها.
موقف الخارجية الأسترالية
وفي ردها، قالت وزيرة الخارجية بيني وونغ إن “الحدود قد تم تجاوزها” حين أصبح الأستراليون أهدافا مباشرة داخل بلدهم.
وأضافت: “عندما نواجه الكراهية والتطرف، يجب أن نكون أكثر اتحادا بدلا من الانقسام أو تبادل الاتهامات”.
سياق أوسع
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الغربية مع إيران بسبب أنشطتها الإقليمية وتورطها في دعم الجماعات المتطرفة، إلى جانب تفاقم ملفها النووي والعلاقات الأمنية المتشابكة مع كوريا الشمالية وروسيا.
وتسلط هذه القضية الضوء على أبعاد أمنية جديدة في السياسة الخارجية الأسترالية، واحتمال اتخاذ إجراءات دبلوماسية أشد بحق طهران، بما في ذلك طرد دبلوماسيين إيرانيين أو تجميد العلاقات الرسمية.










