في تطور عسكري جديد ومهم، كشفت مصادر سورية أن الجيش الإسرائيلي نفذ، فجر الخميس 28 أغسطس 2025، عملية إنزال جوي استمرت ساعتين تقريباً في ثكنة عسكرية بريف دمشق. ورجحت المصادر أن تكون العملية للبحث عن رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أُعدم في دمشق عام 1965.
تفاصيل العملية العسكرية المعقدة
مشاركة أربع مروحيات ومعدات متطورة
أكد مصدر عسكري سوري لقناة الجزيرة أن الجيش الإسرائيلي نفذ إنزالاً عسكرياً في ثكنة عسكرية بمنطقة الكسوة بريف دمشق، وأنه أمضى أكثر من ساعتين في منطقة الإنزال. وأوضح المصدر أن أربع مروحيات إسرائيلية شاركت في عملية الإنزال، حيث أنزلت عشرات الجنود وعدداً من الآليات الثقيلة ومعدات البحث المتخصصة.
موقع استراتيجي بالغ الأهمية
تمت العملية قرب جبل المانع، الذي كان في السابق موقعاً لقاعدة رئيسية للدفاع الجوي تشغلها إيران قبل أن تدمرها إسرائيل قبيل سقوط حكم بشار الأسد. يتمركز حالياً عدد من قوات الجيش السوري الجديد في القاعدة مما يؤكد الطبيعة الحساسة للمنطقة.
غياب الاشتباكات العسكرية
لفت المصدر العسكري السوري إلى أنه لم يحدث أي اشتباك بين القوات الإسرائيلية المشاركة بالإنزال وقوات الجيش السوري. هذا الأمر يشير إلى وجود تفاهمات مسبقة أو على الأقل عدم رغبة في التصعيد من قبل الطرف السوري.
بحث إسرائيل عن رفات كوهين
تمثل استعادة رفات إيلي كوهين قضية رمزية وإنسانية بالغة الأهمية لإسرائيل منذ إعدامه في 18 مايو 1965.
ولم يُعلن رسمياً عن مكان دفن كوهين منذ ذلك اليوم، وتقول الروايات المتداولة أن السلطات السورية دفنته في مكان سري خشية قيام إسرائيل بمحاولة لاستخراج رفاته.
محاولات سابقة فاشلة
كشفت مصادر تاريخية عن محاولة فاشلة لسرقة جثة كوهين في ليل 21 يونيو 1965، حيث استطاع أربعة عملاء من الموساد التسلل إلى مقبرة اليهود في دمشق وفتحوا القبر وأخرجوا الصندوق الخشبي وفيه الجثة، لكن جذبت رائحة الجثّة المتحلّلة أحد الكلاب فأخذ ينبح. تركوا الجثة وهربوا إلى داخل الحدود اللبنانية، وبعدها تم دفن الجثة في مكان سرّي لم يُعلن عنه وتحوّل إلى لغز.
الروايات المتضاربة حول مصير الرفات
وفقاً لتسجيل صوتي تركه موريس كوهين، شقيق الجاسوس والذي عمل أيضاً في الموساد، فإن الرئيس السوري في ذلك الوقت أمين الحافظ أمر بدفن الجثة داخل معسكر جيش قرب دمشق، وأن فرقة مدرعات تولت أمر حراسة القبر ليل نهار.
وعندما تولى الحكم حافظ الأسد عام 1971، أمر بنقل رفات كوهين إلى قبر آخر فوضعوه في برميل، ودفنوه، وصبوا فوقه كمية كبيرة من الأسمنت.
وأشار موريس كوهين في التسجيل إلى أن محققي الموساد سمعوا رواية أخرى تقول إن بعض الجنود أحرقوا جثة كوهين، لكن المخابرات الإسرائيلية لم تقتنع بهذه الرواية، باعتبار أن هذه الجثة هي كنز ثمين يمكن استخدامه في المساومات والمقايضات بين دمشق وتل أبيب.
استعادة الأرشيف السوري الكامل
في مايو 2025، أعلن الموساد استعادة الأرشيف السوري الرسمي المتعلق بإيلي كوهين في عملية سرية ومعقدة. يضم الأرشيف نحو 2500 مستند وصورة وأغراضاً شخصية أصلية، معظمها يُكشف عنها لأول مرة منها تسجيلات، وملفات تحقيقات، ورسائل بخط يد كوهين لعائلته في إسرائيل، وصور من نشاطه الاستخباري في سوريا.
مقتنيات شخصية نادرة
من بين الأغراض المستعادة مفاتيح شقته في دمشق، وجوازات سفر مزورة، ووثيقة أصلية للحكم وقرار إعدامه. كما حصلت إسرائيل قبل سنوات على ساعة اليد الخاصة بالجاسوس إيلي كوهين في عملية وُصفت بـ”العملية الخاصة نُفذت في دولة معادية”.
استعداد الشرع محتمل للتعاون
وأفادت صحيفة “معاريف” العبرية أن الحكومة السورية الجديدة أعربت عن استعدادها لتسليم رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين بعد أن أخفت سلطات نظام الأسد مكان دفنه لعدة عقود.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أن المسؤولين السوريين أبلغوا الإسرائيليين بأنهم يسعون جاهدين للعثور على رفات الجاسوس.
لقاءات سرية بين المسؤولين
وفقاً لتقارير إعلامية، تم عقد لقاءات مباشرة بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى ومسؤولين من الحكومة السورية الجديدة خلال الأشهر الأخيرة في أبو ظبي.
واعتبر المسؤولون الإسرائيليون هذه المبادرة بمثابة بادرة طيبة قد تترك أثراً كبيراً على تل أبيب.










