تتجه أنظار المصريين والأسواق المالية اليوم الخميس 28 أغسطس 2025 إلى اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، والذي يُعد الخامس لهذا العام، وسط توقعات واسعة بخفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ اجتماع يوليو الماضي.
تستقر أسعار الفائدة حالياً عند 24% للإيداع و25% للإقراض و24.5% لسعر العملية الرئيسية، بعد أن ثبتها البنك المركزي في اجتماعه الأخير يوم 10 يوليو.
التوقعات المتباينة حول قرار الفائدة
استطلاع الرأي يكشف التوجهات
أظهر استطلاع رأي أجراه موقع “بنكي” أن 45% من المشاركين يتوقعون خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة في اجتماع اليوم، بينما توقع 38% رفع الأسعار، و17% فقط توقعوا تثبيت الأسعار عند مستوياتها الحالية.
توقعات المؤسسات المالية الدولية
وكالة رويترز أجرت استطلاعاً لثمانية خبراء اقتصاديين، حيث توقع المتوسط العام خفضاً بمقدار 100 نقطة أساس (1%)، ليصل سعر الإيداع إلى 23% وسعر الإقراض إلى 24%.
شركة إتش سي للأوراق المالية والاستثمار توقعت خفضاً أكبر بمقدار 200 نقطة أساس (2%)، مستندة إلى تحسن المؤشرات الاقتصادية الكلية.
المؤشرات المدعمة لخفض الفائدة
تحسن المؤشرات الاقتصادية الخارجية
هبة منير، المحللة المالية والاقتصادية بشركة إتش سي، أشارت إلى عدة مؤشرات إيجابية تدعم توقعات الخفض:
ارتفاع قيمة الجنيه بنسبة 5% منذ بداية العام لتصل إلى 48.6 جنيه مقابل الدولار
تراجع مؤشر مبادلة مخاطر الائتمان لمصر إلى 267 نقطة أساس مقارنة بـ379 نقطة في بداية العام
زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 13% شهرياً و17% منذ بداية العام
ارتفاع صافي الاحتياطيات الدولية بنسبة 4% منذ بداية العام لتصل إلى رقم تاريخي قدره 49 مليار دولار
تراجع معدلات التضخم
سجل التضخم السنوي الحضري انخفاضاً إلى 13.9% في يوليو مقارنة بـ14.9% في يونيو، مدعوماً بانخفاض أسعار اللحوم والدواجن والفواكه والخضار.
كما انخفض التضخم الأساسي إلى 11.4% في يونيو، مما يشير إلى تباطؤ التضخم لشهرين متتاليين.
توقعات الخبراء والمحللين
توقعات بخفض متدرج
آية زهير، رئيسة قسم البحوث في شركة زيلا كابيتال، توقعت خفض الفائدة بنسبة 1% استناداً إلى الأداء الإيجابي الأخير لمعدلات التضخم واستمرار الاتجاه الهبوطي، مضيفة أن بقاء أسعار الفائدة الحقيقية إيجابية يدعمها تباطؤ التضخم الأساسي واستقرار سعر الصرف.
الخبير المصرفي طارق حلمي توقع خفضاً بواقع 1.5 إلى 2%، مستبعداً وصول الخفض إلى 3 أو 4% كما يتوقع البعض.
رؤية أكثر تفاؤلاً
الاقتصادي أحمد معتي توقع خفض الفائدة بنسبة 2% هذا الأسبوع، مع إمكانية مزيد من التخفيضات في الاجتماعات اللاحقة، مشيراً إلى عدة عوامل داعمة منها استقرار سعر الصرف وتراجع الضغوط التضخمية وارتفاع الإيرادات من السياحة والصادرات.
الأثر المتوقع على الاقتصاد
دعم النمو الاقتصادي
يأتي الضغط لخفض أسعار الفائدة في إطار الرغبة في تحفيز النمو الاقتصادي ودعم القطاع الخاص، خاصة في ظل أسعار الفائدة المرتفعة حالياً التي تُعتبر من أعلى المعدلات عالمياً.
نجيب ساويريس، رجل الأعمال المصري البارز، دعا إلى خفض أكثر جرأة بمقدار 4 نقاط مئوية لتشجيع الاستثمار، مشيراً إلى تراجع التضخم وقوة الجنيه وانخفاض الدولار.
التحديات المستمرة
رغم المؤشرات الإيجابية، تواجه مصر تحديات منها عبء الدين الخارجي البالغ 165 مليار دولار، مما يتطلب حلولاً مثل بيع الأراضي الساحلية للحصول على العملة الصعبة وتسريع خصخصة الشركات المملوكة للدولة.
توقعات المدى الطويل
مسار التخفيض التدريجي
توقعت فيتش سوليوشنز أن يستمر البنك المركزي في سياسة خفض معدل العائد تدريجياً، ليصل إلى 21% بنهاية 2025، ثم 11.25% في 2026، ويستقر عند 8.25% بين 2028 و2034.
بنك ستاندرد تشارترد توقع انخفاض معدل السياسة النقدية إلى 19.25% بنهاية العام الحالي، مع بقاء التضخم في نطاق 13-17%.
الجدول الزمني للاجتماعات المتبقية
حدد البنك المركزي المصري المواعيد المتبقية لاجتماعات لجنة السياسة النقدية في 2025:











