أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي موجة استنكار واسعة في مصر، بعدما ظهر طبيب نساء وتوليد وهو يرقص داخل غرفة الولادة ويحمل مولوداً حديث الولادة بين يديه، في تصرف اعتبره الكثيرون مسيئاً وغير لائق بقدسية مهنة الطب.
الفيديو، الذي انتشر بسرعة البرق محققاً ملايين المشاهدات، أظهر الطبيب وهو يؤدي رقصة “PUBG” الشهيرة على أغاني “المهرجانات” الشعبية بينما كان يجلس على سرير الولادة والأم مستلقية خلفه، مما دفع المعلقين لوصف الموقف بـ“الإساءة لخصوصية الأم والمولود”.
استدعاء عاجل من نقابة الأطباء
ردت نقابة الأطباء المصرية بسرعة على الواقعة، حيث أعلنت استدعاء الطبيب المتخصص في أمراض النساء والتوليد للتحقيق أمام لجنة آداب المهنة بالنقابة، مؤكدة رفضها القاطع لمثل هذه السلوكيات التي تتنافى مع قدسية مهنة الطب.
وشددت النقابة في بيان رسمي على أنها “لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات الرادعة” بحق أي عضو يسيء للمهنة أو يخل بواجباتها، مؤكدة التزامها الكامل بحماية شرف المهنة والحفاظ على ثقة المجتمع في الأطباء ورسالتهم السامية.
تفاصيل الفيديو المثير للجدل
الوصف التفصيلي للمشهد
أظهر الفيديو الطبيب وهو يجلس على السرير المتحرك “الترولي” داخل غرفة الولادة، واضعاً المولود الرضيع بين ركبتيه عقب ولادته مباشرة، بينما كانت الأم مستلقية خلفه على السرير ذاته.
وفي لحظات صادمة، بدأ الطبيب بأداء حركات راقصة أمام الكاميرا على أنغام الموسيقى الشعبية، وهو يرتدي نظارة شمسية ويتمايل بطريقة وُصفت بأنها “مثيرة وغير لائقة”، في مشهد بدا وكأنه محاولة للترويج لنفسه عبر ركوب “التريند”.
مشاركة الأب في المشهد
كشفت التقارير أن الأب ظهر إلى جوار الطبيب حاملاً الرضيع ومشاركاً في الرقصة، وقد بدت على وجهه علامات فرحة غير عادية، مما أضاف بُعداً آخر للجدل حول الواقعة.
ردود الفعل الغاضبة
غضب الجمهور على وسائل التواصل
تصدرت الواقعة حديث الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب رواد المواقع بالتحقيق الفوري مع الطبيب ووصفوا المشهد بـ“السقوط الأخلاقي”، ووجّهوا سيلاً من الانتقادات للطبيب ولما وصلت إليه صورة مهنة الطب.
تباين الآراء حول الدوافع
بينما اعتبر معظم المعلقين التصرف تجاوزاً لحدود المهنية وتحويلاً للحظة إنسانية مؤثرة إلى مشهد استعراضي بحثاً عن التريند، أبدى آخرون تخوفهم من أن يشكل هذا السلوك خطراً على المولود ويؤثر سلباً في صورة الأطباء.
موقف الطبيب ودفاعه عن تصرفه
تبرير الطبيب للواقعة
في تعليقه على الأزمة، أوضح الطبيب أن الفيديو كان “طبيعياً ولا يحمل أي شيء خارج أو شاذ”، معتبراً أن الضجة المثارة حوله غير مبررة.
وأضاف الطبيب أن هذا اليوم كان مميزاً ومفرحاً للجميع، خاصة وأن السيدة كانت تحاول الإنجاب لفترة طويلة، مشيراً إلى أن الأب والأسرة كانوا حاضرين وأعجبهم الفيديو، بل إن الأب هو من طلب التصوير وكان موجوداً خلاله.
إنكار التجاوزات
أكد الطبيب أن “الفيديو لطيف ومحترم ولا يوجد به أي تجاوزات”، وأن الأم لم تظهر فيه، معرباً عن دهشته من سبب الهجوم عليه، ونافياً علمه بأي استدعاء من نقابة الأطباء.
التداعيات المهنية والقانونية
إجراءات النقابة المتوقعة
من المتوقع أن تتخذ لجنة آداب المهنة إجراءات رادعة ضد الطبيب، والتي قد تتراوح بين:
الإنذار والتوبيخ
الإيقاف المؤقت عن ممارسة المهنة
الغرامات المالية
الشطب من النقابة في الحالات القصوى
تأثير على سمعة المهنة
يأتي هذا الحادث في وقت تسعى فيه نقابة الأطباء لاستعادة الثقة العامة في المهنة وتطوير معايير أخلاقيات الممارسة الطبية، مما يجعل التعامل الحاسم مع هذه الواقعة ضرورياً للحفاظ على سمعة المهنة.
السياق الأوسع: أخلاقيات المهنة الطبية
المعايير المهنية المطلوبة
تفرض أخلاقيات مهنة الطب على الأطباء:
احترام خصوصية المرضى وكرامتهم
الحفاظ على السرية الطبية
تجنب أي سلوك قد يضر بثقة المجتمع في المهنة
الالتزام بالسلوك المهني في جميع الأوقات
التحديات المعاصرة
يواجه الأطباء في عصر وسائل التواصل الاجتماعي تحدياً في التوازن بين التعبير عن الفرح بنجاح العمليات والحفاظ على الأخلاقيات المهنية، مما يتطلب وضع ضوابط واضحة للسلوك المقبول.










