اندلع حريق غابات خطير في منطقة يني شهير بمحافظة بورصة شمال غرب تركيا اليوم الخميس حوالي الساعة 1:30 ظهراً، وانتشر بسرعة كبيرة بفعل الرياح القوية ليمتد إلى مناطق مأهولة بالسكان ويهدد البنية التحتية الحيوية.
بدأ الحريق في حي فتحية بمنطقة يني شهير، لينتشر سريعاً عبر المناطق الحرجية بين حيي إسكي مارماراجيك ويني مارماراجيك، وصولاً إلى حي سيمان في قضاء كاستل المجاور، مما أجبر السلطات على اتخاذ إجراءات طوارئ فورية.
استنفار كامل لمواجهة الكارثة
تحركت فرق الإطفاء من المديرية الإقليمية للغابات وبلدية بورصة الكبرى فور تلقي البلاغ، وتم نشر طائرات هليكوبتر ومعدات إطفاء متخصصة لمكافحة النيران من البر والجو.
وأكدت بلدية بورصة الكبرى أن فرق الإطفاء تعمل على مدار الساعة في مكافحة الحريق الذي يؤثر على المناطق الحرجية بين أحياء كويونهيسار ومارماراجيك وفتحية.
إخلاء طارئ وإغلاق الطرق
أُجبر سكان حي سيمان البالغ عددهم 327 نسمة على الاستعداد للإخلاء بعد أن أعلن مسجد الحي تحذيراً للمواطنين من وصول الحريق إلى حدود الحي، مما دفع الأهالي إلى أخذ الاحتياطات اللازمة وتجهيز أنفسهم لإمكانية الإخلاء.
تم إغلاق طريق يني شهير – بورصة أمام حركة المرور في كلا الاتجاهين كإجراء احترازي لضمان سلامة المسافرين وإفساح المجال أمام مركبات الطوارئ.
تهديد للبنية التحتية الحيوية
تشكل النيران المتقدمة تهديداً مباشراً لمحطة وقود في منطقة مارماراجيك، مما يثير مخاوف من انفجارات محتملة قد تؤدي إلى كارثة بيئية واقتصادية أكبر.
كما تهدد النيران مزرعة دواجن في المنطقة، مما دفع فرق الإطفاء والدرك إلى البدء بعمليات إجلاء الحيوانات من منطقة الحريق لحمايتها من خطر النيران.
سياق أوسع من الكوارث الطبيعية
يأتي هذا الحريق ضمن موجة من حرائق الغابات التي تضرب تركيا منذ أواخر يونيو، حيث واجهت البلاد 612 حريق غابات في يونيو وحده، ووصل العدد إلى 624 حريقاً بحلول بداية يوليو.
تسببت حرائق الغابات في تركيا هذا العام في مقتل 17 شخصاً على الأقل، بينهم 10 من رجال الإطفاء والإنقاذ الذين لقوا حتفهم أثناء مكافحة الحرائق في إسكي شهير غرب تركيا.
التغير المناخي يفاقم الأزمة
كشفت دراسة حديثة أجرتها مجموعة تحليل الطقس العالمي أن الظروف الجوية التي أدت إلى حرائق الغابات المدمرة في تركيا واليونان وقبرص كانت أشد بنسبة 22% وأكثر احتمالاً بعشر مرات بسبب التغير المناخي.
وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار في فصل الشتاء انخفض بنحو 14% منذ العصر ما قبل الصناعي، بينما أصبحت فترات الجفاف الحارة التي تجعل النباتات عرضة للحريق أكثر احتمالاً بـ13 مرة.
درجات حرارة قياسية
سجلت تركيا هذا الصيف درجة حرارة قياسية بلغت 50.5 درجة مئوية في مدينة سيلوبي جنوب شرق البلاد، مما يعد أعلى درجة حرارة في تاريخ البلاد.
وتشهد منطقة البحر الأبيض المتوسط موجة حر استثنائية مع درجات حرارة تفوق 40 درجة مئوية لعدة أيام متتالية، مما يخلق ظروفاً مثالية لاندلاع وانتشار حرائق الغابات.
جهود الإطفاء والإنقاذ
تشارك في عمليات الإطفاء أكثر من 1000 شخص من رجال الإطفاء والمتطوعين، بدعم من طائرات هليكوبتر متخصصة في إطفاء الحرائق ومئات المركبات الأرضية.
وتواجه فرق الإطفاء تحديات كبيرة بسبب الرياح القوية التي تصل سرعتها إلى 66 كيلومتراً في الساعة، والتي تساعد على انتشار النيران بسرعة أكبر وتجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة.
تأثير اقتصادي وبيئي
حرقت النيران حتى الآن آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، مما يشكل خسارة اقتصادية وبيئية كبيرة للمنطقة.
وأدت الحرائق إلى تعطيل النشاط الاقتصادي في المنطقة، حيث تم إغلاق الطرق الرئيسية وتعليق بعض الأنشطة التجارية والزراعية.
دعوات للاستعداد والحذر
حذر وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماكلي من أن خطر حرائق الغابات يبقى مرتفعاً على مستوى البلاد حتى أكتوبر 2025، داعياً جميع المواطنين إلى البقاء في حالة تأهب.
وأكد المسؤولون أن الحكومة التركية تواصل نشر كامل إمكانياتها من الطائرات والهليكوبتر والطائرات بدون طيار إلى جانب الفرق الأرضية المدربة ودعم إدارة الكوارث والطوارئ والمحافظات المحلية.
يمثل حريق بورصة الحالي تذكيراً قاسياً بالتحديات المتزايدة التي تواجهها تركيا وحوض البحر الأبيض المتوسط في مواجهة تأثيرات التغير المناخي والحاجة الماسة لتعزيز قدرات مكافحة الحرائق والتأهب لها.










