في تطور سياسي لافت، أعلن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق في إدارة الرئيس جو بايدن، دعمه العلني لحجب الأسلحة الأمريكية عن إسرائيل، في ضوء تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، وتوقف العملية الدبلوماسية، وفشل مفاوضات وقف إطلاق النار.
جاءت تصريحات سوليفان خلال مقابلة مع بودكاست The Bulwark، الذي يديره الصحفي الأمريكي المحافظ تيم ميلر، حيث قال: “الظروف الحالية تجعل من حجب الأسلحة موقفا مشروعا تماما… وقد نصحت بالفعل عددا من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين بدراسة هذا الخيار بجدية”.
مبررات دعم الحظر
استعرض سوليفان عدة أسباب قال إنها تشكل أساسا قويا لموقفه ف يمقدمتها انهيار وقف إطلاق النار في مارس/آذار 2025: أشار إلى أن إسرائيل انسحبت من الاتفاق دون تفاوض جاد.
كما وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق الأوضاع في القطاع بأنها “جوع حقيقي”، مؤكدا أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية لم تعد واضحة أو مبررة.
أوضح سوليفان أن إسرائيل لم تعد تواجه التهديدات ذاتها التي كانت قائمة قبل عام، وقال إن المسار التفاوضي تعطل بالكامل، وإن إسرائيل لم تبد استعدادا جديا للتوصل إلى اتفاق.
وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق: “اليوم، لا توجد أهداف عسكرية جادة يمكن تحقيقها. ما يحدث هو قصف للأنقاض فوق أنقاض”.
الكونغرس والديمقراطيون: موقف متغير
قال سوليفان إن مواقف عدد من المشرعين الديمقراطيين بدأت تتغير استجابة للتطورات الميدانية، مضيفا: “أخبرت أعضاء في الكونغرس أن التصويت لصالح قرارات حظر بيع الأسلحة لإسرائيل بات موقفا يمكن الدفاع عنه بكل مصداقية”.
انتقاد مباشر لنتنياهو
لم يخف مستشار بايدن السابق انتقاده الشديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتهمه بعدم إعطاء أولوية كافية لملف الرهائن، ما حال دون التوصل إلى اتفاق.
وأضاف: “المشكلة أن نتنياهو لم يظهر رغبة جادة في إبرام صفقة للإفراج عن الرهائن. في المقابل، لم تبذل حماس هي الأخرى الجهد الكافي حتى تدخل في مفاوضات حقيقية، خصوصا بعد خرق وقف إطلاق النار من قبل حزب الله”.
قلق على ديمقراطية إسرائيل
اختتم سوليفان تصريحاته بالتحذير من تداعيات استمرار الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، قائلا إن “النهج الذي تتبعه الحكومة الحالية يهدد الطابع الديمقراطي لإسرائيل، وقد يؤثر بشكل خطير على علاقتها طويلة الأمد مع الولايات المتحدة”.
تأتي تصريحات سوليفان في ظل تصاعد الضغوط داخل الحزب الديمقراطي على إدارة بايدن لتغيير نهجها تجاه الحرب في غزة، خاصة بعد تقارير أممية عن المجاعة وتزايد أعداد الضحايا المدنيين، بالتوازي مع انسداد أفق التسوية السياسية.










