قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده استخدمت القوة في سوريا عن وعي تام بطبيعة نظام أحمد الشرع في دمشق، مؤكدا أن إسرائيل “ليست ساذجة” وتعلم جيدا مع من تتعامل.
وفي تصريح أدلى به عقب لقائه زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، قال نتنياهو:”رأينا في جانب من جوانب المذبحة بعضا من أبعادها، التي يتضح حجمها وعمقها يوما بعد يوم. نحن معا نعمل على إيصال الأمر إلى العالم، أو على الأقل إلى جماهير وإلى أشخاص مهمين جدا”.
وأضاف:”أنا لست شخصا ساذجا. أفهم تماما من نقف أمامه، ولذلك استخدمنا القوة. سيظل هذا الملف مطروحا أمام وسائل الإعلام وصناع القرار الأقوياء حول العالم. سيكون لدينا تسوية، وسنعمل على تحقيقها”.
غرفة عمليات درزية في الجليل ومطالب بتدخل إنساني رسمي
اللقاء بين نتنياهو والشيخ طريف عقد في قرية جوليس في الجليل، داخل ما وصف بـ”غرفة عمليات خاصة للطائفة الدرزية”، تتابع الأوضاع المتدهورة في السويداء السورية، حيث تعاني الطائفة الدرزية هناك من نقص حاد في الغذاء، الكهرباء، والأدوية، في ظل تدهور أمني متصاعد.
وحضر اللقاء أيضا رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية، يوسي داغان، الذي دعا الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار رسمي بتقديم مساعدات إنسانية للطائفة الدرزية في السويداء، مؤكدا أن “المشاهد الصادمة من السويداء تشبه ما شاهدناه في 7 أكتوبر”، في إشارة إلى هجمات حماس.
وقال داغان:”يجب على إسرائيل أن تتحمل المسؤولية الإنسانية، وتنقل إدارة الملف إلى سلطة الطوارئ الوطنية لتنسيق دخول مساعدات منتظمة. دم الدروز هو دمنا، كما نتحمل مسؤولية مكافحة معاداة السامية، يجب أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه ما يحدث في السويداء”.
دعوات لإغاثة دروز سوريا وممر إنساني
من جهته، وجه الشيخ موفق طريف نداء إلى المجتمع الدولي من أجل توفير ممر إنساني لإدخال المساعدات إلى محافظة السويداء، قائلا: “إخواننا في سوريا يموتون جوعا. يفتقرون لكل مقومات الحياة: الكهرباء، الماء، الغذاء، الدواء. نناشد الجميع لتوفير طريق آمن لإيصال المساعدات، كما تدخل إلى غزة 300 شاحنة يوميا، نطلب أن يدخل ولو جزء بسيط منها إلى إخواننا”.
ووصف الشيخ طريف رئيس مجلس سامرون بـ”الأخ والصديق العزيز”، مثنيا على دعمه المتواصل للطائفة الدرزية في إسرائيل وخارجها.
خلفية: اتفاق أمني محتمل بين إسرائيل وسوريا
تأتي هذه التطورات في ظل تقارير عن احتمال توقيع اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا في الأسابيع المقبلة، وهي خطوة من شأنها أن تغير معادلة النفوذ في الجنوب السوري، خاصة بعد تصاعد التوترات وعودة إسرائيل إلى استهداف مواقع في العمق السوري، ضمن ما تقول إنه رد على تهديدات إيرانية أو تمركزات مسلحة قرب حدودها.










