شهد يوم الجمعة 29 أغسطس 2025 تبايناً واضحاً في أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني بين المؤسسات المصرفية الرسمية والسوق الموازية، وسط استمرار الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد منذ أكثر من عامين.
وحسب آخر البيانات المتوفرة من المصادر المصرفية الرسمية، فإن بنك أم درمان الوطني سجل أسعار الصرف التالية:
سعر الشراء: 2,400 جنيه سوداني للدولار الواحد
سعر البيع: 2,418 جنيه سوداني للدولار الواحد
أسعار الصرف في المنصات الدولية
أما بالنسبة للمنصات الدولية للتحويل والتداول، فقد سجلت منصة Wise للتحويلات سعراً يبلغ حوالي 600.37 جنيه سوداني للدولار الواحد، في حين سجلت منصات أخرى مثل XE.com أسعاراً مماثلة تتراوح حول 600 جنيه سوداني للدولار.
السوق الموازية تشهد تقلبات حادة
في السوق الموازية “السوداء”، تشهد أسعار الصرف تقلبات شديدة وأسعاراً مختلفة تماماً عن الأسعار الرسمية. وبحسب تقارير من مصادر محلية، فإن سعر الدولار في السوق الموازية وصل إلى مستويات تتراوح بين 2,730 و3,188 جنيه سوداني للدولار الواحد، مما يعكس الفجوة الواسعة بين السعر الرسمي وسعر السوق الحرة.
تأثير الحرب على الاقتصاد السوداني
تأتي هذه التقلبات في أسعار الصرف في ظل استمرار النزاع المسلح في السودان منذ أبريل 2023، والذي أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الاقتصادية. وبحسب تقرير البنك الدولي، فإن الاقتصاد السوداني انكمش بنسبة 13.5% في عام 2024، بعد أن تقلص بنحو الثلث في العام السابق.
وأشار التقرير إلى أن معدل الفقر المدقع ارتفع إلى 71% من السكان، مقارنة بـ 33% في عام 2022، فيما وصل معدل البطالة إلى 47%. كما سجل التضخم مستويات قياسية بلغت 170% في عام 2024.
انهيار قيمة الجنيه السوداني
منذ بداية النزاع في أبريل 2023، شهدت قيمة الجنيه السوداني انهياراً مستمراً. فبعد أن كان سعر الدولار يساوي 560 جنيهاً سودانياً في أبريل 2023، وصل في ديسمبر 2024 إلى 2,550 جنيهاً، مما يمثل انخفاضاً بأكثر من 391% في قيمة العملة المحلية.
تداعيات إنسانية واسعة النطاق
أدت الأزمة الاقتصادية والحرب المستمرة إلى كارثة إنسانية كبرى، حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن 30 مليون شخص يحتاجون للمساعدات الإنسانية، بينهم 25 مليون شخص يواجهون الجوع.
كما تسببت الحرب في نزوح حوالي 15 مليون شخص، منهم أكثر من 3.5 مليون لاجئ خارج البلاد. وتشير الإحصائيات إلى أن 84% من الأسر النازحة تحتاج بشكل ماس للغذاء
