أولا: هناك فرق بين المعارضة وبين المعاضضة. فأن معظم المعارضات العربية هي معارضات معاضضة ” تخوين، تسقيط، عمالة، انبطاح، تنازلات، أستجداء، وصبر وتحمل من قبل الخيرين فيها ” والسبب لأن جميع ملفات المعارضات العربية هي بيد اجهزة مخابرات الدول التي تستضيفها سواء كانت عربية او إسلامية او اجنبية. وبالتالي هي اسيرة بمسافات كبيرة لتلك الأجهزة المخابراتية. والدول التي تستضيف المعارضات هي ليست جمعيات خيرية. فجميعها تفتش عن مصالحها.وهناك دول هي نفسها تزرع الشقاق بين المعارضة الواحدة!
ثانيا: اما المعارضة فهي ليست بطرا وبرستيج بل هي تحدي كبير وشجاعة كبيرة، ومثلما يقول المثل ( وضع دمك بشيشة) وتجعل اسرتك ومحبيك وأقربائك في خانة المراقبة والملاحقة.لأن الأنظمة العربية لا تتحمل المعارضين ولا المعارضة،بل تريد الجميع قطيع وهي تسوقه حيثما تريد. وبالتالي هي تكره وتحارب المعارضين والمعارضة. وحتى تستهدفها بالخطف والاعتقال والتغييب والسجن والتنكيل والاغتيال الاجتماعي والسياسي وصولا للقتل!
ثالثا: فالمعارضة الحقيقية هي قفز فوق جميع المغريات والاحلام والطموحات والتجرد للعمل الوطني في سبيل الله وسبيل الوطن ” ويشهد الله هكذا فعلت منذ مارست المعارضة ضد الظلم والاستبداد” لانها منظومة نبل وتضحية من اجل إنقاذ الشعوب والأوطان من وضع سلبي ومن وضع فاشل ومن وضع ظالم ومن وضع يهدد مستقبل الأوطان والشعوب والاجيال ومثلما حصل ويحصل في العراق مابعد عام 2003 وحتى الساعة ….!فلي الشرف اني عارضت نظام صدام الديكتاتوري واعطيت تضحيات جسيمه واولها فناء شبابي في المعتقلات والسجون والغربة القسرية والدماء والاعتقالات بحق اهلي وأسرتي ورفاقي.وعندما عدنا لبني وطن يخلو من الظلم والديكتاتورية واذا بجهات دينية ولاءها للخارج تتحالف مع جهات سياسية اغلبها عليها علامات استفهام فأسست ثنائية استبدادية ” سياسية – دينية”أكثر سوءا من نظام صدام فقررت ان أعارضها وايضا أعتقلت وخطفت وسجنت ومارسوا ضد الاغتيال الاجتماعي بالتشويه والتسقيط.ولكني فخور بمعارضة هذه الثنائية الرجعية الكهنوتية المخادعة والثيوقراطية والمتاجرة بالدين ( وسأبقى معارضا لها حتى لو بقيت لوحدي في ميدان المعارضة.. وبالمناسبة ولوحدي واحيانا معي مجموعة صغيرة سجلنا انتصارات كبيرة في ميادين الدول والمنظمات العالمية الكبرى لصالح شعبنا وتحرير وطننا وبدون ضجة وبكل صمت..وسوف تكشفها الايام ) ولا نريد جزاءا ولا شكورا ولا منصبا.لأننا عملنا ولازلنا نعمل في سبيل الله وفي سبيل إنقاذ العراق المقدس وانقاذ اجيال العراق!
رابعا: لذا..فالمعارضة ليست شتائم وفشاير وقذف وتسقيط ولعن اموات مثلما كان يفعل الإسلاميون ولازالوا ضد نظام صدام حسين ورموزه. وحاليا ضد معارضيهم. المعارضة الحقيقية هي التي تقدم بديل معلن ومعروف الاهداف عن النظام الذي تعارضه.والمعارضة الحقيقية ليست شتم في الإعلام والصحافة بل هي عمل سياسي ودبلوماسي على جميع دول العالم والمنظمات العالمية والدولية لتقديم نفسها بديلا مقبولا وتقدم ما يدين النظام الذي تعارضه مثل الفساد والقمع والانتهاكات وسرقة ثروات واصول الدولة والعلاقات مع الأرهاب وممارسة الرعب والقمع ضد الشعب وتقديم احصائيات موثقة بكل هذا إلى حكومات العالم والى المنظمات المختصة لكي تنال الاحترام وتفرض المصداقية. ومن ثم تنال رضاها ودعمها نحو التغيير من خلال دعم المعارضة.
خامسا: واخزى انواع المعارضة هي:-
أ: المعارضة التي تمارس اللعب على الحبال بغاية الاندفاع. فهكذا معارضات تطيل بعمر وبقاء الأنظمة الديكتاتورية والفاسدة والقمعية والفاشلة.
ب:- ولكن اعلى سقف في الخزي والغدر عندما تمارس المعارضة ( العمالة المزدوجة ) ففي الليل تتواصل مع النظام الذي تعارضه وفي النهار تمارس المعارضة ( ولقد ابتليت المعارضة العراقية ضد نظام صدام – على سبيل المثال – بهذا النوع من المعارضين الذين كانوا في الليل مع استخبارات صدام حسين وفي النهار يمارسون العمل المعارض ويرسلون جميع الاسرار لنظام صدام ) وبالمناسبه اغلب هؤلاء استلموا مناصب عليا ومتوسطة وأسسوا احزاب بعد سقوط نظام صدام!
سادسا: في_الختام!
أ:-معارضة بلا اخلاق وبلا مبادىء وبلا زهد وتحركها استخبارات خارجية هي معارضة فاشلة، ولديها اهداف خاصة. وقد تكون اسوأ من النظام الذي تعارضه. ولهذا عندما كنا في المعارضة ضد نظام صدام رفضنا التدريب باشراف استخبارات أمريكا وغيرها من الاستخبارات الدولية والاقليمية عندما كنا في المعارضة ورفضنا السفر والتواصل مع الإيرانيين ( علما وضعت المعارضة على جواز سفري 6 تأشيرات وأخرى مفتوحة ولم اسافر قط ورفضت ) وعندما جاء اسمي بغاية العمل مستشارا اعلاميا في مكتب الجنرال غارنر ومن ضمن خمسة من العراقيين فرفضت.وعندها سألني الجنرال غارنر ( لماذا ترفض موقعا نادرا ويتمناه الآلاف؟) قلت له أنا اشكر اختياركم لي جناب الجنرال ولكنكم بعد خمس سنوات او عشر سنوات سوف تغادرون العراق فماذا سأقول لأولادي واخوتي وابناء عمومتي هل كنت عميلا او خادما لكم؟ هنا ضحك الجنرال غارنر ضحكة عالية وقال ” لماذا تفكر بهذه الكلاسيكية القديمة.. فقلت له: ارجو ان تحترم قراري وكلاسيكيتي وتخلفي ” وانتهى اللقاء. وهنا شبعت انتقادات من معارضين عراقيين كبار واغلبهم شيعة ” رجال دين وافندية ليبراليين وإسلاميين وغيرهم وبمقدمتهم المرحومين د.محمد بحر العلوم والدكتور الجلبي وآخرين “. فالإنسان خلق حرا وعليه ان لا يكون عبدا وأسيرا لأحد مقابل امتيازات زائلة!
الخلاصة:- فمهمتنا نحن إنقاذ بلدنا من منظومة الفساد والتبعية والمليشيات ومن الوضع المريب والخطير الذي يمر به منذ 22 سنة ولازال..وبعدها نسلم الأمانة إلى الشباب والاجيال ليكملوا المهمة!










