تشهد محافظة السويداء في جنوب سوريا موجة جديدة من الاحتجاجات والتظاهرات، حيث تجمع مئات المواطنين في ساحة الكرامة بمدينة السويداء ومدينة شهبا بريف المحافظة للمطالبة بـحق تقرير المصير والحماية الدولية وتحرير المختطفين.
هذه التحركات الشعبية تأتي في سياق تصاعد الأزمة بين أهالي المحافظة ذات الأغلبية الدرزية والسلطات السورية، وسط مخاوف من استمرار الانتهاكات والحصار المفروض على المنطقة.
مظاهرات شهبا تطالب بحق تقرير المصير
وشهدت مدينة شهبا في ريف السويداء تجمعات شعبية واسعة، حيث خرج المواطنون والأهالي للمطالبة بـحق تقرير المصير، مع هتافات مؤيدة لحق الأهالي في تقرير مستقبلهم ومصيرهم السياسي.
هذه التظاهرات تعكس حالة الغضب المتنامية في المجتمع الدرزي نتيجة الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة.
انتشار التحركات في القرى المحيطة
امتدت المظاهرات إلى عدة مناطق أخرى في المحافظة، حيث شملت مدن صلخد وسليم وقنوات ومفعلة وأبو زريق، مما يؤكد على اتساع نطاق الرفض الشعبي للوضع الراهن. هذا الانتشار الجغرافي الواسع يعكس حالة الاستياء العامة في مختلف مناطق المحافظة.
ساحة الكرامة.. مركز الاحتجاجات
مطالب الحماية الدولية والإفراج عن المختطفين
تجمع العشرات من الأهالي في ساحة الكرامة بمدينة السويداء للمطالبة بعدة مطالب أساسية أبرزها الحماية الدولية ورفع الحصار عن المدينة،والإفراج الفوري عن المختطفين والمختطفات.
كما طالبوا فتح معبر إنساني لإدخال المواد الغذائية والطبية،وانسحاب القوات الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة السورية من المحافظة وتحقيق دولي مستقل في الأحداث الأخيرة.
أصوات نسائية تطالب بالعدالة
شاركت النساء بقوة في هذه التظاهرات، حيث أكدت المشاركات أن قضية المختطفات والمختطفين تتصدر المشهد الشعبي والسياسي. وقالت أمينة أبو عساف: “جئنا اليوم إلى ساحة الكرامة لنطالب بتحرير المختطفات اللواتي دفعن الثمن.. نحن هنا لنطالب أيضاً بحق تقرير المصير لأن العيش مع هذه السلطة بات مستحيلاً”.
الأزمة الإنسانية المستمرة
الحصار وتدهور الأوضاع المعيشية
تعيش السويداء حالة حصار قاسية منذ أكثر من أربعين يوماً، حيث الأوضاع المعيشية المتدهورة ونقص شديد في المواد الغذائية والأدوية.
وكذلك وفاة مرضى غسيل الكلى والسرطان بسبب نقص العلاج، وعجز في المستشفيات ونقص حليب الأطفال، وانقطاع الكهرباء والإنترنت ونقص الوقود،توقف شبه كامل للحياة في المحافظة
معاناة الأطفال والنساء
أشارت المشاركة نور مكارم إلى أن الأهالي “خرجوا اليوم إلى ساحة الكرامة للمطالبة بحقوقنا الأساسية وأبسطها العيش بكرامة”، مؤكدة على المطالبة بالكشف عن مصير المغيبات قسراً والإفراج عن المختطفين.
تصاعد المطالب السياسية
من الإصلاح إلى تقرير المصير
تطورت المطالب الشعبية في السويداء من المطالبة بالإصلاحات إلى الدعوة لحق تقرير المصير والاستقلال. هذا التطور يعكس عمق الأزمة في العلاقة بين السويداء والدولة المركزية في دمشق.
مظاهرات أغسطس التاريخية
شهدت السويداء في منتصف أغسطس 2025 مظاهرات تحت شعار “حق تقرير المصير”، حيثرفع الأعلام الدرزية وبعض الأعلام الإسرائيلية،وهتافات “السويداء حرة حرة.. الجولاني يطلع برا”
وكذلك مطالبة بـ”الاستقلال التام” دون إدارة ذاتية أو حكم فيدرالي.
خلفية الأحداث الدامية
المواجهات الدموية في يوليو 2025
تأتي هذه التظاهرات في أعقاب أحداث دامية شهدتها المحافظة في يوليو 2025، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 2000 شخص شملت اشتباكات بين مسلحين دروز ومقاتلين بدو
وتطورت إلى مواجهات مع القوات الحكومية، وتضمنت انتهاكات وعمليات إعدام ميدانية.
هذه التطورات تضع المنطقة أمام تحديات سياسية وأمنية معقدة، خاصة في ظل انهيار الثقة بين الأهالي والسلطة المركزية، والحاجة الماسة لتدخل دولي لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات. الحل يتطلب استجابة سريعة ومسؤولة من المجتمع الدولي لتجنب تفاقم الأزمة وحماية الأرواح البريئة في المحافظة.










