في تطور مهم كشف عن فشل المحاولات الإسرائيلية لاستهداف القيادات الحوثية العليا، ظهر اللواء محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، وهو يتوعد إسرائيل بـ”العقاب” إثر استهدافها الأحياء المدنية في العاصمة صنعاء.
الغماري يدحض أنباء مقتله ويتحدى الاحتلال الإسرائيلي
وجاء ظهور الغماري وتصريحاته لوكالة “سبأ” التابعة للحوثيين ليدحض الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية حول مقتله في الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء. وأكد المسؤول العسكري الحوثي البارز أن اليمن “لن يتراجع عن إسناد غزة مهما كان حجم الاستهداف أو التضحية”.
وشدد الغماري على أن التصعيد الإسرائيلي في غزة أو تجاه اليمن “ليس دليل قوة بل دليل عجز وفشل في تحقيق أهدافه على مدى قرابة العامين”، مؤكداً أن هذا التصعيد “سيواجه بالتصعيد”.
محاولات اغتيال متكررة تباء بالفشل
هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل الغماري، فقد كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن محاولة اغتيال فاشلة سابقة استهدفته في 17 يونيو/حزيران 2025، إلا أنه نجا من تلك المحاولة أيضاً. وأفادت التقارير الإسرائيلية أن القناة 14 الإسرائيلية كشفت عن “فشل محاولة اغتيال استهدفت الغماري إثر غارة جوية إسرائيلية نُفذت على العاصمة اليمنية صنعاء”.
واعترف مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن العملية “لم تحقق هدفها الأساسي المتمثل في تصفيته”، واصفين المحاولة بـ”الفاشلة رغم دقتها”. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الغماري “يعاني من إصابات خطيرة” لكنه لم يُقتل.
من هو محمد عبد الكريم الغماري؟
يُعد اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري (مواليد 1974) ثاني أهم شخصية عسكرية في صفوف جماعة أنصار الله بعد زعيمها عبد الملك الحوثي. وُلد في عزلة ضاعن بمديرية وشحة في محافظة حجة شمالي غرب اليمن، وتلقى تعليماً عقائدياً دينياً على يد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي عام 2003.
مسيرة عسكرية متدرجة
تدرج الغماري في المناصب العسكرية حيث شغل عدة مواقع قيادية:
المشرف العسكري لمحافظة حجة
القائد الميداني في الحديدة
المسؤول الأمني في صنعاء
رئيس هيئة الأركان العامة منذ ديسمبر/كانون الأول 2016
وتزعم المصادر العربية أنه تلقى تدريبات عسكرية متقدمة في لبنان عند حزب الله عام 2012، ودورات عسكرية في إيران لدى حرس الثورة الإسلامية، شملت بناء منظومات الصواريخ الباليستية والتكتيكات القتالية.
مطلوب دولياً بتهم دعم الإرهاب
يُعتبر الغماري من أبرز المسؤولين عن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه السعودية وإسرائيل، وهو ما أدى إلى إدراجه في عدة قوائم دولية:
السعودية (نوفمبر 2017): وضعته في قائمة تضم 40 قيادياً حوثياً متهماً بدعم الإرهاب، مع مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدل على مكانه
الخزانة الأمريكية (مايو 2021): أدرجته في قائمة الشخصيات المعاقبة
الأمم المتحدة (نوفمبر 2021): أدرجته لتهديده السلم والاستقرار في اليمن
السعودية مجدداً (أغسطس 2022): أعادت إدراجه ضمن الكيانات والشخصيات الداعمة للإرهاب
دور محوري في العمليات العسكرية الحوثية
يُوصف الغماري بأنه “القائد الفعلي والميداني” لحركة أنصار الله وللقوات المسلحة اليمنية، والذراع اليُمنى على المستوى العسكري للقائد عبد الملك بدر الدين الحوثي. وكان مسؤولاً عن:
الهجمات البحرية في البحر الأحمر ضد السفن التجارية
قيادة غرفة العمليات الخاصة بالمسيرات والصواريخ المضادة للسفن
تطوير عقيدة الصمود العسكرية اليمنية
تنسيق العمليات ضد إسرائيل منذ أكتوبر 2023
الاعتراف الإسرائيلي بفشل العمليات
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي صراحة محاولتها “تصفية رئيس أركان الحوثيين ووزير دفاعهم”، مضيفة أنها “ما زالت تنتظر نتائج الهجوم”. وذكرت أن العملية “تم تنفيذها بفضل معلومات استخبارية دقيقة عن اجتماع كبار قادة الحوثيين”.
كما كشف موقع “إنتل تايمز” الاستخباري الإسرائيلي أن الصاروخ الذي أُطلق من اليمن مؤخراً كان يحمل رأساً حربياً “متعدد المراحل وقابلاً للانشطار”، في تطور نوعي وخطير على صعيد القدرات الصاروخية للحوثيين.
تداعيات فشل الاغتيال
يؤكد فشل العملية الإسرائيلية أن الكيان المؤقت يواجه تحدياً استخباراتياً كبيراً في الجبهة اليمنية، كما يُظهر قوة الإجراءات الأمنية التي تتبعها القيادات الحوثية لحماية أنفسهم من الاستهداف الإسرائيلي.
ومن المرجح أن يؤدي ظهور الغماري حياً وتوعده بالعقاب إلى تصعيد جديد في المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل، خاصة مع تأكيده أن “التصعيد الإسرائيلي سيواجه بالتصعيد










