في تطور خطير جديد، استهدفت القوات الإسرائيلية أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في غارة جوية على مدينة غزة. هذه المحاولة تأتي ضمن سلسلة من محاولات اغتيال المتحدثين الإعلاميين للمقاومة الفلسطينية.
تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية
أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) نفذا غارة جوية دقيقة استهدفت ما وصفوه بـ”شخصية مركزية من حركة حماس” في مدينة غزة شمال القطاع. وأشارت القنوات الإسرائيلية الثانية عشرة والرابعة عشرة إلى أن الهدف من العملية هو أبو عبيدة، الوجه الإعلامي الأبرز للمقاومة الفلسطينية.
صرح الجيش الإسرائيلي أن الهجوم جاء “بتوجيه من قيادة الجنوب وتنسيق مع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية”، مؤكداً أنه “جرى اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لتقليل خطر إصابة المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة والمراقبة الجوية”.
من هو أبو عبيدة؟ الملثم الأشهر في غزة
أبو عبيدة (الاسم الحقيقي: هدايفة سمير عبد الله كحلوت) هو المتحدث الرسمي الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام. يُعتبر من أهم الشخصيات الإعلامية في المقاومة الفلسطينية، حيث يشرف بشكل مباشر على دائرة الإعلام العسكري في كتائب القسام.
الخصائص المميزة لأبو عبيدة:
يظهر دائماً ملثماً بالكوفية الحمراء، مما جعله يُلقب بـ”الرجل ذو الكوفية الحمراء”
يتميز بفصاحة اللسان وفن الخطابة في خطاباته التي تحظى بمتابعة واسعة
هويته الحقيقية ظلت سرية لسنوات طويلة حتى كشف الجيش الإسرائيلي عنها عام 2014
يُعتبر من أوائل المطلوبين في قوائم الاغتيال الإسرائيلية
محاولات اغتيال سابقة ونجاته المتكرر
هذه ليست المحاولة الأولى لاستهداف أبو عبيدة. في مايو 2025، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم استهداف أبو عبيدة في قصف المستشفى الأوروبي في خان يونيس، جنوب قطاع غزة. لكن أبو عبيدة نفى هذه الادعاءات بظهوره على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ساعات قليلة من الغارة.
إذاعة الجيش الإسرائيلي اضطرت للاعتراف بأن “تقييمات المؤسسة الأمنية تشير إلى أن أبو عبيدة لم يكن في المنشأة الطبية المستهدفة في خان يونيس”.
السياق العسكري: عملية جدعون 2
تأتي محاولة استهداف أبو عبيدة في إطار العملية العسكرية الإسرائيلية “عملية جدعون 2” التي أقرها وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس في 21 أغسطس 2025. هدف هذه العملية هو احتلال مدينة غزة والسيطرة الأمنية الكاملة عليها.
معالم العملية:
بدأت الهجمات الكثيفة في حي الزيتون وامتدت إلى حي الصبرة
أعلنت إسرائيل المنطقة “منطقة قتال خطيرة” مع تكثيف القصف منذ الخميس الماضي
شملت العملية غارات جوية ونيران مدفعية ثقيلة على الأحياء الخارجية لمدينة غزة
تصريحات أبو عبيدة الأخيرة وتحذيراته
قبل محاولة الاستهداف، أصدر أبو عبيدة تحذيرات قوية من خطط إسرائيل لاحتلال غزة. في بيان نشره على قناته في تليجرام، قال أبو عبيدة أن “خطط العدو الإجرامية لاحتلال غزة بالكامل ستكون وبالاً على قيادته السياسية والعسكرية”.
أبرز تصريحاته:
“جيش العدو سيدفع ثمن هذه الخطط بدماء جنوده”
“مقاتلونا في حالة استنفار كامل ومعنويات عالية”
“سيظهرون بطولة وصموداً لا مثيل لهما”
“سيلقنون الغزاة دروساً قاسية بإذن الله”
التطورات الميدانية وعمليات الأسر
في إطار العمليات العسكرية الجارية، شهدت الأيام الأخيرة عمليات كمائن نوعية نفذتها كتائب القسام ضد القوات الإسرائيلية. وفقاً لبيان كتائب القسام، فإن عملية ليلية في خان يونيس وحي الصبرة وحي الزيتون أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي واحد وإصابة 11 آخرين واختفاء أربعة جنود مع مؤشرات قوية على أسرهم من قبل المقاومة.










