تقدمت النائبة ريهام عبد النبي، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بسؤال برلماني موجه إلى الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ووزير النقل، بشأن حادث انقلاب القطار رقم 1935 الروسي المكيف بتاريخ 30 أغسطس، والذي أسفر عن وقوع عشرات الإصابات وثلاث حالات وفاة بين الركاب.
تفاصيل مروعة لحادث هز الرأي العام المصري
وقع الحادث المأساوي في تمام الساعة 15:30 من مساء السبت 30 أغسطس 2025، عندما خرجت 7 عربات من القطار رقم 1935 عن القضبان في المنطقة الواقعة بين محطتي فوكه وجلال بالقرب من زاوية العوامة بمحافظة مطروح، مما أدى إلى انقلاب عربتين منها بشكل كامل.
أسفر الحادث عن 3 وفيات و94-97 مصابًا وفقاً للحصائل الرسمية، حيث تم نقل 55 مصابًا إلى مستشفى الضبعة المركزي و39 مصابًا إلى مستشفى رأس الحكمة، بينما تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى رأس الحكمة تحت تصرف النيابة العامة.
القطار الجديد والصفقة الأضخم في التاريخ
أوضحت النائبة عبد النبي أن القطار المنكوب يندرج ضمن صفقة الـ1350 عربة سكة حديد جديدة، وهي الصفقة الأضخم في تاريخ هيئة السكك الحديدية المصرية بقيمة مليار و16 مليون و50 ألف يورو، والتي كان الهدف منها رفع مستوى الأمان وتطوير الخدمة المقدمة للمواطنين.
تشتمل هذه الصفقة التاريخية مع شركة جانز مافاج المجرية للتحالف الروسي المجري على 850 عربة مكيفة منها 500 عربة درجة ثالثة مكيفة و180 عربة درجة ثانية فاخرة و90 عربة درجة أولى فاخرة و50 عربة بوفيه ثالثة مكيفة و30 عربة بوفيه مكيفة، بالإضافة إلى 500 عربة درجة ثالثة تهوية ديناميكية.
أسئلة برلمانية حادة تطالب بالمحاسبة
طرحت النائبة ريهام عبد النبي ثلاثة أسئلة حاسمة في استجوابها البرلماني:
أولاً: ما الأسباب الفنية والإدارية الحقيقية التي أدت إلى هذا الحادث المؤلم رغم حداثة العربات وتكلفتها الباهظة؟
ثانياً: لماذا تتكرر مثل هذه الحوادث على الرغم من مليارات الدولارات التي أُنفقت على تطوير منظومة السكك الحديدية؟
ثالثاً: ما الإجراءات الفورية التي ستتخذها الوزارة لتعويض الضحايا وضمان عدم تكرار مثل هذه الكارثة؟
مطالب برلمانية بتشكيل لجنة تقصي حقائق
طالبت النائبة عبد النبي بتشكيل لجنة تقصي حقائق من مجلس النواب للوقوف على ملابسات الحادث، وإعداد تقرير فني شامل يحدد أوجه القصور والمسؤوليات، مع محاسبة المسؤولين وكل من يثبت تورطه بشكل مباشر أو غير مباشر، صونًا لأرواح المواطنين وحفاظًا على المال العام.
واختتمت النائبة تساؤلها البرلماني بعبارة مؤثرة: “أليس من حق المواطن أن يسافر في أمان بعد كل ما أُنفِق على تطوير المنظومة؟”.
استجابة حكومية سريعة وتشكيل لجان تحقيق
توجه الفريق كامل الوزير فور وقوع الحادث إلى موقع الحادث، ووجه بتشكيل لجنة فنية متخصصة لمعرفة أسباب الحادث وتوقيع أقصى عقوبة على من تسبب في هذا الحادث والفصل الفوري لمن يثبت إدانته.
أكد الوزير في تصريحاته أن القطار كان جديداً بالكامل من الجرار إلى العربات، وأن السكة الحديدية كانت مستوية تماماً، ونفى حدوث أي هبوط في الأرض، مؤكداً أن التحقيقات ستكشف السبب الحقيقي وراء الحادث.
شهادات مؤثرة من الناجين
كشف أحمد مصطفى، أحد الناجين من الحادث، تفاصيل مرعبة عن اللحظات الأولى للكارثة، قائلاً أن الركاب شعروا بالرعب عندما سمعوا صوتاً غريباً أعقبه انقلاب عربات القطار، مؤكداً أن القطار لم يصطدم بأي جسم خارجي لكن صوتاً قوياً انبعث من القضبان قبيل خروجه عن المسار.
وأشاد الناجي بـالتضامن الاستثنائي من أهالي مطروح والبدو الذين هرعوا إلى موقع الحادث لتقديم المساعدة، معبراً عن امتنانه العميق لهم على دعمهم الفوري في تخفيف وطأة الكارثة.










