أثارت تهديدات مسلحة بأعمال نزوح طائفي في العاصمة السورية غضبا دوليا واسعا، بعد أن أصدر أحد قادة الفصائل المسلحة، المعروف باسم “أبو حذيفة” قائد فصيل المعضمية، إنذارا لأهالي حي السومرية من الطائفة العلوية لمغادرة منازلهم قبل نهاية مساء السبت 30 أغسطس 2025، وترافق ذلك مع شتائم وعبارات مسيئة بحق الرئيس السوري والقيادة، في تحد واضح للتوجيهات الحكومية.
جهود الحكومة لاحتواء الأزمة
وفقا لما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تصدت لجان السلم الأهلي بالتعاون مع شخصيات بارزة من الطائفة العلوية مقربة من القصر، لهذه التصريحات. وطالبوا بظهور المختار في تسجيل مصور عبر وسائل الإعلام يؤكد أن الحي آمن تماما وأن الأجواء مستقرة، وذلك في إطار الإجراءات الحكومية لتطمين السكان. كما وجهت السلطات رسائل للمواطنين تفيد بأن المؤسسات الحكومية تعمل على معالجة التوترات، داعية السكان للبقاء في منازلهم والعودة لمن غادرها، مؤكدين أن الأزمة قد حلت عبر تدخل اللجنة العليا للسلم الأهلي ووزارات عدة.
التهديدات والانقسام الأمني
رغم ذلك، أفاد المرصد بأن عدة عناصر داخل الحي لم يستجيبوا للتوجيهات الحكومية، في ما قد يشكل تحديا لفعالية الإجراءات الرسمية. ولا تزال حالة الخوف قائمة لدى السكان، وسط عدم وضوح التهديدات التي يطلقها البعض، والتي تحمل بعدا طائفيا استفز مشاعر أهالي الحي.
خلفية التوتر
شهد حي السومرية، غربي العاصمة دمشق، توترات متصاعدة الأيام الماضية، ارتبطت بعمليات تهجير تعسفي واعتقالات طالت عائلات عديدة، مما اضطر بعضها إلى النزوح مؤقتا. وتأتي هذه الأحداث ضمن توترات أوسع انتشرت في عدة مناطق من دمشق وريفها، حيث حاولت لجان السلم الأهلي لعب دور الوسيط بين السلطات الأمنية والسكان، لكن دون نجاح حاسم في حل الأزمة حتى الآن.
نظرة راهنة ومخاوف دولية
تثير هذه التطورات مخاوف المستوى الحقوقي والإنساني، خصوصا في ظل تصاعد خطاب التحريض الطائفي داخل مناطق حساسة، بعد سنوات من النزاع الداخلي السوري. ووصف مراقبون ما يحدث بأنه تهديد أمني واثارة للفتن، في وقت تسعى الحكومة إلى فرض الاستقرار في مواجهة سيطرة الفوضى التي تزدهر في ظل غياب سلطة مركزية قوية.
مع شمس 30 أغسطس 2025، يبقى حي السومرية تحت عين الأحداث المقلقة، وسط تساؤلات حول مدى قدرة السلطات على استعادة نفوذها وطمأنة سكان الحي الغارقين في حالة خوف تتجدد يوميا.









