في موسم المسلسلات الصيفي لعام 2025، يبرز مسلسل «هند»، الحكاية الرابعة من العمل الدرامي «ما تراه ليس كما يبدو»، كواحدٍ من أكثر الأعمال إثارة للجدل والنقاش على منصات التواصل ووسائل الإعلام. يجمع العمل بين قضايا اجتماعية حساسة وتناول نفسي عميق، مما انعكس على نسب المشاهدة والإشادات النقدية، وأشعل مشاعر التعاطف، الغضب والتشويق لدى الجمهور.
حكاية «هند»: أحداث مكثفة وصراع نفسي
منذ حلقاته الأولى، يغوص المسلسل في تفاصيل معاناة «هند» (تجسدها ليلى أحمد زاهر) التي تربت في بيئة عائلية متوترة وعاشت لحظات قاسية أثرت على شخصيتها. تبدأ الأحداث بقصة حب وزواج من «يوسف» (حازم إيهاب)، سرعان ما تنهار أسسه بسبب سيطرة الزوج، وعنفه النفسي، وإصراره على تحجيم أحلامها، ومنعها حتى من الإنجاب، رغم رغبتها بالأمومة. تصاعد المواجهات بينهما ترتب عليه ضغوط هائلة، دفعت هند في النهاية لمغادرة منزل عائلتها، لتجد نفسها وحيدة بلا سند بعدما رفضت أسرة يوسف استقبالها واعترضت أقاربها على زواجها منذ البداية.
تبلغ الدراما ذروتها عندما تتعرض لهند لحادث سير مروع، لتدخل في غيبوبة، تُشعل مشاعر أهلها وأصدقائها، بينما يبرر يوسف تخليه عنها ببرود وانعدام مسئولية تام. وبعد فترة من التعافي، تبدأ هند من جديد مواجهة ماضيها… تعود للإقامة مع عائلتها وتفكر باستعادة حقوقها بعدما اكتشفت أن مأساتها النفسية أعمق من جراح جسدها.
في إحدى المشاهد الأكثر تشويقاً، تراقب هند زوجها في فيلته الجديدة – التي حصل عليها بفضل تضحياتها – وتقرر المواجهة. ينتهي المشهد على مواجهة مرتقبة بينهما في العيادة، معلنًا حلقة قادمة مُفعمة بالتوتر والانتظار.
لماذا أحدثت «هند» كل هذا الصدى؟
تفرّد الحكاية في طرحها لموضوعات المرأة والطلاق الغيابي والخداع الأسري والمجتمع، إلى جانب قدرتها على ملامسة وجدان العديد من النساء العربيات ومعاناة الكثيرات منهن في الواقع الحقيقي. نجحت الحبكة المحكمة في شد انتباه الجمهور، كما تركت مساحات للنقاش حول المسئولية النفسية والانتصار للذات رغم كل العثرات.
نقّاد الدراما أجمعوا على تميز البناء الدرامي، أداء الأبطال وتنويع مواقع التصوير، إذ انعكس ذلك في مشاهد واقعية قريبة من حياة المشاهدين. لم تغب التعليقات السلبية حول رغبة البعض في تسريع وتيرة الأحداث، لكنها لم تؤثر على الإجماع بشأن جودة العمل.
طاقم العمل ورؤية إنتاجية مختلفة
يجمع «هند» على الشاشة كوكبة شابة ذات حضور مؤثر، بإخراج خالد سعيد وتأليف هند عبد الله، إلى جانب ليلى أحمد زاهر، حازم إيهاب، هاجر الشرنوبي، مؤمن نور، ياسمين رحمي وحنان سليمان. يوضح المنتج كريم أبو ذكري أن الشركة المنتجة حرصت على تقديم تجربة بصرية ودرامية غير تقليدية، مع اختلاف في أسلوب التنفيذ والرسائل الاجتماعية. يتوقع النقاد استمرار تصاعد التفاعل مع بقية الحكايات ضمن العمل الكلي «ما تراه ليس كما يبدو»، الذي يلقي الضوء على قضايا تنبض بالصدق والجرأة في الطرح.
التفاعل الجماهيري عبر المنصات
تحوّل العمل إلى موضوع رئيسي للنقاش عبر شبكات التواصل، حيث يتبادل المتابعون تحليلاتهم وتكهناتهم بمفاجآت الحلقات المقبلة، خصوصًا بعد تركيزه المكثف على جوانب إنسانية حقيقية تمس الجمهور عن قرب. هذا التفاعل عزز من الزخم الجماهيري ويُتوقع معه أن يصبح مسلسل «هند» من العلامات الدرامية خلال العام الحالي.
بهذا، يواصل «حكاية هند» فرض حضوره كواحد من أكثر الأعمال تأثيرًا وجرأة في موسم 2025، متربعًا على قائمة الأكثر تداولًا ومتابعة في الدراما العربية.










