روبين براخا، أحد أبرز الأسماء في تاريخ نادي فالنسيا الإسباني، يعيش مرحلة حرجة ومفصلية في مسيرته المهنية بعد أن أعلن النادي فك الارتباط معه كمدير فني للفريق الأول في نهاية ديسمبر 2024، بعد سلسلة من النتائج السلبية وضعت الفريق في مأزق كبير قبل مواجهة حاسمة مع ريال مدريد في الليجا.
من الإنقاذ إلى الإقالة… ما بين الصعود والهبوط
قاد روبين براخا فريق فالنسيا في فبراير 2023 عندما كان الفريق يصارع الهبوط في المركز الـ18. وبفضل مهارات براخا القيادية وخبرته كلاعب دولي سابق، نجح في إنقاذ النادي من النزول للدرجة الثانية واحتل الخفافيش المركز السادس عشر بنهاية الموسم، ليجدد له النادي حتى يونيو 2025.
تغيرت الأمور جذريًا في الموسم الجديد 2024–2025، حيث واجه فالنسيا أزمة نتائج خانقة انتهت بإقالة براخا. الفريق لم يحقق سوى فوزين في أول 17 مباراة بالدوري، وتراجع إلى المركز القبل الأخير، مع سلسلة من التعادلات والهزائم التي دفعت إدارة النادي لاتخاذ القرار الصعب، رغم إشادتها بتاريخه الكبير وشغفه والعمل الجاد الذي قدمه منذ اليوم الأول حتى الأخير في منصبه.
ردود الفعل… وتضامن اللاعبين والجماهير
أثار الرحيل المفاجئ حالة من الحزن بين جماهير فالنسيا، التي تعتبر براخا أحد رموز النادي، ليس فقط بسبب دوره كمدرب، بل لما قدمه بقميص الخفافيش كلاعب وسط بارع توج ببطولتي دوري إسباني وكأس الاتحاد الأوروبي، وارتدى قميص المنتخب الإسباني في 43 مباراة وسجل ثمانية أهداف.
وأصدرت إدارة النادي بياناً رسميا شكرت فيه براخا على ما قدمه، وتمنت له التوفيق في مسيرته القادمة، مؤكدة أنه من “أساطير تاريخ فالنسيا”، وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة النادي ومشجعيه.
محطة جديدة في الطريق: عرض الأهلي المصري
انتشر خلال الأيام الأخيرة خبر عرض روبين براخا على إدارة النادي الأهلي المصري لتولي القيادة الفنية خلفاً للمدرب الإسباني خوسيه ريبيرو الذي تمت إقالته بسبب تراجع النتائج. ويبدو أن براخا مرشح قوي لبدء تجربة خارج أوروبا لأول مرة في تاريخه التدريبي، إذ لم يسبق له العمل خارج إسبانيا رغم تنقله بين أندية مثل إلتشي ورايو فايكانو وسبورتنج خيخون وتينيريفي وسرقسطة.
براخا يمتلك خبرة واسعة كلاعب ومدرب: لعب 463 مباراة سجل خلالها 67 هدفًا، وفاز بالدوري مرتين، ويدفعه الطموح لإنجاز شيء جديد خارج الملاعب الإسبانية. ويرى بعض النقاد والجماهير أن خبرته في إدارة الأزمات والحفاظ على الفرق من الهبوط ستكون إضافة قوية للنادي الأهلي في سعيه للبطولات المحلية والقارية.
بين النجاح المهني والحلم القادم
تفتح تجربة براخا الجديدة حال التعاقد مع الأهلي المصري مرحلة جديدة تمامًا، تجمع بين تحديات كرة القدم في أفريقيا والطموح نحو إثبات الذات بعد انتكاسة الليجا الأخيرة. ويرى المحللون أن كرة القدم أحيانًا لا تعطي المجتهدين حقهم، وأن نهاية براخا مع فالنسيا كانت قاسية، لكنها قد تكون بداية لمجد جديد في قارة أخرى وبفكر مختلف.
ويبقى اسم روبين براخا علامة فارقة في تاريخ فالنسيا، وشخصية مرموقة قد تغير معادلة المنافسة في الدوري المصري إذا تحقق انتقاله بالفعل.
يظل روبين براخا نموذجًا للمدرب المحترف الذي يعطي كل ما لديه للفريق، مهما كان المصير. وبين ذكريات الألقاب ومسارات الإقالة وتحديات المستقبل، يشهد عام 2025 احتمالات مثيرة في مسيرته. فهل يصنع التاريخ في الملاعب المصرية، أم يعود من جديد إلى أضواء الليجا؟ الوقت وحده سيجيب.










