أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أنه سيتم استهداف قادة حماس في الخارج, وذلك عقب إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقتل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في قطاع غزة. هذه التهديدات تمثل تحولاً استراتيجياً في السياسة الإسرائيلية وتنذر بتوسيع نطاق العمليات العسكرية إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تأكيد زامير استهداف قادة حماس في الخارج
في تصريح علني وتهديد مباشر، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير: “استهدفنا أمس أحد كبار قادة حماس، أبو عبيدة… لم تنتهِ عملياتنا بعد، فمعظم قادة حماس المتبقين موجودون في الخارج، وسنصل إليهم أيضاً”.
وأضاف زامير خلال تقييم الوضع في القيادة الشمالية أن “الجيش الإسرائيلي يعمل بشكل هجومي في جميع المجالات وفي أي وقت، نحن لضمان الأمن نقوم بإجراء مفاجئ، نبدي المبادرة ونصل إلى أي هدف”. كما أشار إلى أن هذه العملية “تنضم إلى سلسلة هجمات مهمة نفذها الجيش الإسرائيلي في اليمن ولبنان وسوريا وفي جبهات أخرى”.
تصريحات كاتس الرسمية حول مقتل أبو عبيدة
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس رسمياً مقتل “أبو عبيدة” المتحدث باسم كتائب القسام, قائلاً عبر حسابه على منصة “إكس”: “تمت تصفية المتحدث باسم إرهاب حماس في غزة، أبو عبيدة”.
وبحسب البيان المشترك للجيش الإسرائيلي والشاباك، فإن العملية “أُديرت من غرفة العمليات التابعة لجهاز الشاباك بفضل معلومات استخباراتية مسبقة تم جمعها” التي أشارت إلى مكان اختبائه. كما كشف الجيش الإسرائيلي أن الاسم الحقيقي المزعوم لأبو عبيدة هو “حذيفة الكحلوت”, مؤكداً أنه “ترأس في العقد الأخير منظومة الدعاية في الجناح العسكري لحماس”.
غياب الرد الرسمي من حماس ومواقف قياديها
لافتاً للانتباه، لم تصدر حركة حماس أو كتائب القسام أي رد رسمي حول مصير أبو عبيدة حتى الآن. هذا الصمت دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقول: “أرى أنه لا يوجد من يتحدث باسم حماس حول هذا الأمر، لذلك الساعات والأيام المقبلة ستكشف ما ستكشف”.
من جانبه، أكد القيادي العسكري في حركة حماس وأحد مؤسسي كتائب القسام، تيسير سليمان، أن ما يتردد بشأن اغتيال أبو عبيدة “لا يعدو كونه إشاعة” ما لم تصدر الحركة بياناً رسمياً. وقال سليمان: “حركة حماس أصدرت بيان وقالت إن أي أمر له علاقة باستشهاد أي قائد من حماس سيكون ببيان رسمي من كتائب عز الدين القسام”.
السياق التاريخي للاغتيالات الإسرائيلية
تأتي هذه التهديدات في سياق سلسلة اغتيالات نفذتها إسرائيل ضد قادة حماس منذ بدء الحرب. فقد اغتالت إسرائيل الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران, بالإضافة إلى قائد كتائب القسام محمد الضيف ونائبه مروان عيسى.
اشتهر أبو عبيدة منذ العام 2006 حين برز إلى الواجهة عقب عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط, ليصبح الوجه الإعلامي الأبرز للجناح العسكري لحماس والمعروف بلقب “الرجل الملثم” بعدما اعتاد الظهور بالزي العسكري والكوفية الحمراء.
الدول المستهدفة المحتملة والتغيير في السياسة
بحسب تسريبات صحفية إسرائيلية، تدرس إسرائيل تنفيذ عمليات اغتيال في قطر وتركيا, وهو ما يمثل تغييراً جذرياً في السياسة الإسرائيلية. فخلال السنوات الماضية، امتنعت إسرائيل عن تنفيذ اغتيالات في عدد من دول المنطقة منها الدول التي تربطها بإسرائيل اتفاقيات تطبيع أو سلام.
ذكر الصحفي الإسرائيلي في القناة الإسرائيلية بن كسبيت أنه كان بصدد نشر خبر عن دراسة الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات اغتيال في قطر وتركيا، لكن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعته من النشر قبل إعلان زامير الرسمي.
تداعيات التصعيد الإسرائيلي الجديد
تمثل تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أول تأكيد رفيع المستوى من مسؤول إسرائيلي بأن إسرائيل ستعمل على تنفيذ اغتيالات خارج قطاع غزة وربما في دول لم تنفذ فيها اغتيالات من قبل. هذا التحول يثير تساؤلات حول إمكانية توسع نطاق الصراع ليشمل دولاً أخرى في المنطقة.
من ناحية أخرى، يأتي هذا التصعيد في وقت تتواصل فيه جهود الوساطة المصرية والقطرية لتحقيق هدنة في غزة, حيث أكد سليمان أن “الوسيطان المصري والقطري قالا بوضوح إن الرد لم يصل من الاحتلال الإسرائيلي” بشأن مقترح التهدئة الذي وافقت عليه حماس.
كما أشار زامير إلى أن “جنود الاحتياط سيحضرون هذا الأسبوع لمتابعة تصاعد القتال مع حماس في مدينة غزة”, مؤكداً أن “المهمة لم تنته بعد”. وفي السياق ذاته، أكد أن “الشرط الأساسي لبدء العام الدراسي هو أمن السكان” في إشارة إلى الوضع في شمال إسرائيل.










