شهد عام 2025 تطورات غير مسبوقة في قطاع
المدفوعات الرقمية المصري، وكان تطبيق “إنستاباي” محور الاهتمام الأكبر، عقب التغييرات الجذرية التي مرت على المنصة منذ بداية هذا العام. فقد أصبحت الرسوم على التحويلات والخدمات جزءًا أساسيًا من تشغيل التطبيق بعد مرحلة مجانية استمرت لثلاثة أعوام منذ انطلاق الخدمة في أبريل 2022.
بداية عصر الرسوم وتحولات السوق المالية
دخلت سياسة الرسوم الجديدة حيز التنفيذ رسميًا في 1 أبريل 2025، حيث تم فرض رسوم تحويل بقيمة 0.1% من المعاملة، بحد أدنى 50 قرشًا وحد أقصى 20 جنيهًا مصريًا لكل عملية. في المقابل، يتيح إنستاباي للمستخدمين 10 عمليات استعلام عن الرصيد مجاناً شهرياً، فيما تطبق رسوم قدرها 50 قرشاً لكل استعلام إضافي. وتهدف هذه الخطوة إلى دعم وتحسين البنية التحتية الرقمية، وضمان استدامة الخدمات المقدمة عبر التطبيق في ظل التوسع الكبير في قاعدة المستخدمين التي بلغت أكثر من 12 مليون مستخدم بنهاية 2024.
كان التطبيق حتى نهاية مارس 2025 يقدم خدماته مجانًا، وهو ما خلق شريحة واسعة من المستخدمين واعتمدت عليه ملايين الأسر والشركات الصغيرة في مصر، لكن مع تنامي حجم التحويلات وتزايد الطلب على الخدمات الرقمية، أصبح التطبيق بحاجة لدعم مالي يوفر استمرار الجودة وتطوير ميزات جديدة تلبي تطلعات السوق، وهو ما دفع الشركة لاتخاذ قرار تطبيق الرسوم الجديدة.
تفاصيل الرسوم وحدود السحب والتحويلات
رسوم التحويل: 0.1% من قيمة المعاملة، بحد أدنى 50 قرشًا وحد أقصى 20 جنيهًا للعملية الواحدة.
حدود التحويل اليومية: حتى 120,000 جنيه.
حدود التحويل الشهرية: حتى 400,000 جنيه.
حد أقصى للتحويل الفردي: حتى 70,000 جنيه في العملية الواحدة.
استعلام الرصيد: مجاني لأول 10 مرات شهريًا، وبعدها 50 قرشًا لكل استعلام.
كشف الحساب: حتى 10 مرات مجانًا شهريًا ثم رسوم إضافية.
وتدعم هذه التغييرات رؤية البنك المركزي المصري للتحول الرقمي وزيادة الاستفادة من التطورات التقنية في القطاع المالي، حيث تم ربط التطبيق ببعض الخدمات الحكومية كدفع فواتير الكهرباء والمياه والغاز، إضافة إلى التبرعات والتحويلات الشخصية.
تحديثات الأمان وحلول للتحويلات الخاطئة
لم يكن التحول محصورًا في الرسوم فقط، بل أُدخلت تحديثات هامة على منظومة الأمان داخل التطبيق، حيث أطلقت الشركة ميزة “Payment Link” ورمز QR الجديد لتسهيل تحويل واستقبال الأموال بشكل فوري حتى من خارج مصر. كما أصبح التطبيق أكثر قدرة على التعامل مع الأخطاء في بيانات التحويل، وتقليل مخاطر التحويلات الخاطئة عبر التحقق اللحظي للبيانات.
وشهد النظام إضافة قنوات دعم فني سريع، حيث أصبح بإمكان المستخدم الاستعلام وحل مشاكله مباشرة من التطبيق دون الحاجة للانتظار أو تعقيدات التواصل التقليدية، في استجابة لتوسع قاعدة المستخدمين وانتشار المعاملات اللحظية.
مقارنة مع خدمات المحافظ الإلكترونية الأخرى
جاءت تحديثات إنستاباي في إطار منافسة قوية مع خدمات محافظ إلكترونية مثل “فودافون كاش” و”WE Pay” و”أورنج كاش” وغيرها، والتي تفرض رسومًا متفاوتة وفقًا لسياساتها الخاصة وقيمة المعاملات. ويبرز التطبيق كخيار موثوق وسريع للتحويلات، مع تركيز ملحوظ على معيار الأمان والشفافية في عرض الرسوم وميزات التحويل.
تحديات وفرص مستقبلية
ورغم بعض الانتقادات بشأن فرض الرسوم، أظهرت التحليلات أن الجودة في الخدمات وتوسيع الشبكة التقنية سيسهمان في بقاء “إنستاباي” ضمن الصف الأول لخدمات المدفوعات الرقمية في مصر. وتستهدف الشركة في الفترة المقبلة إطلاق مزايا جديدة تتعلق بالاستثمار المباشر من التطبيق، وخدمات الشراء والسداد الإلكتروني، لتكون منصة متكاملة في التجربة المالية للفرد والمؤسسة على حد سواء.
يؤكد مطورو “إنستاباي” أن ما جرى في 2025 ليس مجرد تعديل مالي، بل هو نقلة نوعية في تجربة المدفوعات الرقمية تعتمد على الاستدامة والابتكار، وتخدم التحول الوطني نحو مجتمع أقل نقدًا وأكثر ذكاءً رقمياً. ويبقى السؤال: كيف سيواصل التطبيق تطوره ليستوعب متطلبات العامة والشركات الصغيرة ويحافظ على ريادته أمام المنافسة الشرسة في السنوات القادمة؟










