شهدت الأيام الأخيرة عاصفة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة والعالم، بسبب انتشار شائعة حول وفاة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام للتحقق من الأمر وتسبب في موجة من التفاعل والترقب، قبل أن يخرج ترامب للعلن برد فعلي صارم وحاد، نافياً كل ما تم تداوله، واصفاً الشائعة بأنها “أمر جنوني” و”أخبار مزيفة”.
كيف بدأت الشائعة؟
تسارعت وتيرة الشائعات بعد غياب ترامب عن المشهد العام ليومين فقط تزامنًا مع عطلة عيد العمال الأمريكية، الأمر الذي دفع بعض النشطاء على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) إلى طرح أسئلة حول صحته، وتصدَّر هاشتاج “TrumpIsDead” قائمة الترند العالمي، وانطلق سيل من التغريدات والتكهنات عن سبب الغياب، قبل أن تتضخم الشائعة خلال ساعات وتصل إلى منصات الصحافة الدولية وصحف كبرى مثل يو إس ايه توداي، مما حمل البيت الأبيض وفريق ترامب للرد بخطاب رسمي.
ترامب يرد رسمياً: “شائعة جنونية.. كنت نشطاً للغاية”
في أول تعليق رسمي له، ظهر ترامب في مؤتمر صحفي بالمكتب البيضاوي، وقال بوضوح:
“حصلت على عطلة نهاية أسبوع طويلة لكنني كنت نشطاً جداً خلالها.. أوقفت المؤتمرات الصحفية لمدة يومين وظهرت شائعات وفاتي! شائعة وفاتي أمر جنوني”.
وشدد ترامب في بيانه:
“كل التقارير التي نشرت بشأن صحتي مزيفة وكاذبة. لقد كنت نشطاً جداً، أجريت عدداً من المقابلات ونشرت منشورات مؤثرة على منصتي الخاصة”.
وأكد أيضاً أن ما يتم تداوله عن مرضه أو وفاته لا يستند إلى أي أساس من الصحة، قائلاً:
*”لم أشعر أني أحسن حالاً في حياتي من الآن!”، ونفى تماماً تعرضه لأي أزمة صحية أو حتى علامات تدل على المرض، مؤكداً أن جميع فحوصاته الطبية الأخيرة جاءت “ضمن المعدلات الطبيعية”، ولم يرصد أطباؤه أي خطر على القلب أو الكلى.
حملة إلكترونية مضللة أم مخاوف حقيقية؟
بالتزامن مع رد ترامب، تدفقت التصريحات الداعمة من المقربين منه، خصوصاً نجله إريك ترامب، الذي هاجم ما وصفه بـ”اليسار في أسوأ حالاته” واتهم خصوم والده السياسيين بترويج الإشاعات لتشويه صورته في موسم الانتخابات.
من جهته، أكد نائب ترامب جي دي فانس في تصريحات صحفية أنه مطلع على حالة الرئيس ويتمتع بلياقة ونشاط لا مثيل له بين الرؤساء الأمريكيين، قائلاً:
“هو آخر شخص يجري مكالمات في الليل، وأول شخص يبدأ العمل صباحاً، ولن تحدث مأساة صحية مرتقبة!”.
أبعاد أخرى للشائعة: الذكاء الاصطناعي والجدل الإعلامي
اللافت في الأزمة أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي لجأت هي الأخرى لوصف الشائعة بأنها هراء، وردّ “شات جي بي تي” على سؤال الصحفيين حول الأمر:
“لا يوجد أي مصدر موثوق أعلن عن وفاة ترامب، وتوقعات الوفاة مجرد تنجيم غريب في حياة شخصية مثيرة للجدل مثل ترامب”.
الواقع أن المتابعة الإعلامية المكثفة لصحة ترامب تجعل أي حادث عارض أو غياب قصير سبباً لانتشار موجة التحليلات والتكهنات. ويؤكد مراقبون أن مثل هذه الشائعات تظهر بوتيرة أكبر مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، خاصةً لدى السياسيين المؤثرين كما هو حال ترامب.
تأثير الشائعة على الرأي العام والحياة السياسية
أثارت الشائعة موجة من السخرية على منصات التواصل الاجتماعي، بينما استخدم مؤيدو ترامب الحدث للتأكيد على قوة زعيمهم وتماسكه، في حين استفاد خصومه منها في محاولة لخلق حالة ارتباك داخل معسكر الجمهوريين.
من جهة أخرى، وجه ترامب هجوماً مباشراً إلى وسائل الإعلام التي يسميها “الإعلام المزيف”، داعياً أنصاره لعدم الانسياق وراء ما يُتداول على مواقع التواصل، ومذكراً أنه دائم النشاط ولم يعانِ من أي وعكة صحية طوال الأيام الماضية.
وبذلك يؤكد الرئيس السابق دونالد ترامب أن ظهوره المفاجئ وردّه الصارم حسم الجدل، محولاً شائعة وفاته إلى مادة ساخرة وجولة استفزاز جديدة في مضمار السياسة والإعلام الأمريكي، ومستثمراً الأزمة لإظهار حيويته أمام منافسيه والجماهير.










