في ظل التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية، وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أجرى نائب رئيس دولة فلسطين ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، سلسلة من الاجتماعات المهمة في العاصمة المصرية القاهرة، حيث التقى بكل من وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ورئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء حسن رشاد.
وتركزت المباحثات، التي جرت في جو من التنسيق الوثيق، على آخر المستجدات السياسية والميدانية، لا سيما الوضع الكارثي في قطاع غزة، والتحديات المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، إضافة إلى تحركات دبلوماسية دولية مهمة يجري التحضير لها خلال الفترة المقبلة.
أولوية فلسطينية: وقف العدوان وإعادة توحيد الأراضي
أكد الشيخ، خلال الاجتماعين، أن الأولوية الفلسطينية في هذه المرحلة تتمثل في الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل ودون شروط.
وربط قطاع غزة بالضفة الغربية ضمن كيان سياسي وإداري واحد تقوده السلطة الوطنية الفلسطينية، والبدء بإعادة إعمار غزة بدعم عربي ودولي، دون وصاية أو تدخل خارجي.
وكذلك تمكين الحكومة الفلسطينية من الاضطلاع بكامل مسؤولياتها في القطاع.
انتهاكات في الضفة وأزمة اقتصادية خانقة
وشهد اللقاءان بحثًا معمقًا في الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية، بما فيها مصادرة الأراضي، والاستيطان، واعتداءات المستوطنين، إلى جانب استمرار احتجاز أموال المقاصة الفلسطينية، مما يزيد من حدة الأزمة الاقتصادية والمعيشية في الأراضي الفلسطينية.
تنسيق مصري فلسطيني لحشد الاعتراف الدولي
ناقش الجانبان سبل تعزيز التنسيق الدبلوماسي استعدادًا للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن تنفيذ حل الدولتين، والذي من المقرر عقده في نيويورك في 22 سبتمبر الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ورحب وزير الخارجية المصري بما وصفه بـ”الموجة الجديدة من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية”، مؤكدًا:”موقف مصر الثابت والداعم لنضال الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
كما ناقش الجانبان العقبات التي واجهت الوفد الفلسطيني في الحصول على تأشيرات لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسبل تجاوزها.
إشادة بالدور المصري
وأعرب الشيخ عن تقدير القيادة الفلسطينية العميق للدور المصري التاريخي والمستمر في دعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال الجهود الدبلوماسية الدولية، والوساطة لوقف إطلاق النار.
وكذلك فتح معبر رفح لإدخال المساعداتن وعلاج الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية.
اتفاق على استمرار التنسيق
في ختام اللقاءين، أكد الجانبان على ضرورة مواصلة التنسيق المشترك في المرحلة المقبلة، لمواجهة التحديات السياسية والإنسانية، والتصدي للممارسات الإسرائيلية، والعمل بشكل جماعي لإحياء حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.










