شهدت أسعار الذهب في الأردن اليوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 استقرارًا نسبيًا ولكن ضمن مستويات مرتفعة تاريخيًا، متأثرة بالتحركات القوية للأسعار العالمية والتقلبات الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة والعالم.
سجّل سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا بين الأردنيين – نحو 70.58 دينار أردني للجرام، بينما بلغ سعر جرام عيار 18 حوالي 60.50 دينار، في حين سجل جرام الذهب عيار 24 مستوى 80.66 دينار أردني. أما أونصة الذهب (28 جرامًا)، فقد سجلت حوالى 2,508.87 دينار أردني أو ما يوازي 3,533.62 دولارًا، في ارتفاع جديد على المؤشرات اليومية.
هذا التصعيد لم يقتصر على الجرامات فقط بل شمل سبائك الذهب، حيث بلغت سبيكة الـ50 جرامًا من عيار 21 نحو 3,528.96 دينار، في حين تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من نفس العيار 70,579 دينار أردني، ما يدل على احتدام المنافسة في سوق الاستثمار بالمعدن الأصفر داخل الأردن.
الأسباب الاقتصادية خلف الصعود
ترتبط حركة أسعار الذهب في الأردن بالتوجهات العالمية للمعدن، حيث ارتفع الطلب نتيجة لتزايد القلق حول التضخم العالمي، إلى جانب الضغوط السياسية في الشرق الأوسط وتصاعد أزمات الطاقة حول العالم. وتلعب السياسة النقدية الأمريكية وانخفاض أسعار الفائدة دورًا حاسمًا في دعم موجة الصعود، بينما تكبح قوة الدولار بعض المكاسب أحيانًا.
محليًا، يشهد سوق الذهب الأردني طلبًا مرتفعًا مع اقتراب مواسم الأفراح وزيادة وعي الأفراد باستخدام الذهب كأداة ادخار طويلة الأجل، خاصة مع تراجع الثقة في الاستثمارات التقليدية وظهور بوادر تقلب بالأسواق المالية.
توقعات الخبراء لمستقبل الذهب في الأردن
يتفق محللون اقتصاديون على أن النصف الثاني من 2025 سيكون ساخنًا بالنسبة لأسعار الذهب؛ إذ تشير تقديرات مؤسسات دولية إلى أن متوسط قيمة الأونصة قد يصل إلى 3,675 دولارًا، وقد يتخطى 4,000 دولار في سيناريوهات متشائمة إذا استمرت التوترات الجيوسياسية وتغيرت سياسات البنوك المركزية في أوروبا وأمريكا.
ويحذر الخبراء من أن الأسعار ستظل متذبذبة بفعل قوة الدولار العالمي من جهة، وضخ المزيد من السيولة من قبل البنوك المركزية من جهة أخرى. بالنسبة للسوق المحلي، ينبّه المختصون الأردنيون إلى أن كل ارتفاع كبير في الأسعار يُقابل عادةً بتراجع في حجم المبيعات الفعلية من المشغولات، مقابل زيادة طفيفة في مبيعات السبائك والعملات الذهبية كأدوات استثمار أكثر أمنًا.
انعكاسات ارتفاع الأسعار على المواطن الأردني
أحدثت أسعار الذهب المرتفعة نوعًا من الحراك داخل المجتمع الأردني؛ فبين مواطنين يسارعون بالشراء تحسبًا لمزيد من الارتفاع، وآخرين يفضّلون البيع لتحقيق مكاسب سريعة، يتفاوت الأداء في محلات الصاغة وشركات الاستثمار، خصوصًا مع تذبذب الأسعار خلال اليوم.
أما المقبلون على الزواج، فقد اخترعوا بدائل وطرق حديثة لحل ارتفاع أسعار الذهب، باتفاقات عائلية لتخفيف حجم الشبكة أو البحث عن عيارات أقل تكلفة.
توصيات وتوقعات قادمة
ينصح خبراء سوق الذهب الأردني بعدم التسرع في اتخاذ قرارات البيع أو الشراء اعتمادًا فقط على توقعات قصيرة المدى، والحرص على متابعة نشرات الأسعار والبورصات العالمية لحظة بلحظة.
ومن المتوقع أن تبقى الأسواق في حالة تذبذب حتى نهاية 2025، مع فرصة لتحقيق أرباح جيدة لمن يتحلى بالصبر والوعي الاستثماري. وتبقى كلمة السر هي: “المتابعة المستمرة للأسعار واستشارة خبراء الاقتصاد قبل تنفيذ أية صفقة كبيرة”.
إن المشهد الذهبي في الأردن هذا العام لا يشبه أي عام مضى؛ فالتقلبات السريعة والثقة العالية في المعدن الأصفر تصنعان واقعًا جديدًا يمثل تحديًا وفرصة في آن واحد لكل بيت أردني.









