حذرت دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر مسؤولة بارزة، من أن المضي قدما في خطة ضم الضفة الغربية من قبل الحكومة الإسرائيلية سيكون بمثابة “خط أحمر” قد يؤدي إلى تقويض اتفاقيات أبراهام، وإنهاء حلم الاندماج الإقليمي، ودفن أي إمكانية لتحقيق سلام دائم في المنطقة.
وفي تصريحات أدلت بها لانا نسيبة، المبعوثة الإماراتية الخاصة، لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، قالت :”الضم سيكون خطا أحمر بالنسبة لحكومتي. إنه سينهي فكرة الاندماج الإقليمي ويشكل نهاية لحل الدولتين”.
رسالة مباشرة لإسرائيل.. وغير مباشرة لواشنطن
جاءت هذه التصريحات قبل يومين فقط من اجتماع مرتقب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث تنفيذ خطوات ضم في الضفة الغربية، في وقت يشهد فيه المشهد الإقليمي توترا متزايدا بفعل الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وفي لهجة دبلوماسية مشبعة بالتحذير، وجهت نسيبة أيضا رسالة غير مباشرة إلى الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي كان الراعي الأساسي لاتفاقيات أبراهام، معبرة عن ثقة الإمارات في أن واشنطن لن تسمح بإجهاض إرث تلك الاتفاقيات.
وقالت:”نؤمن بأن الرئيس ترامب وإدارته يمتلكان العديد من الأدوات لقيادة المبادرة نحو اندماج أوسع لإسرائيل في المنطقة”.
التطبيع مقابل وقف الضم
وفي سياق متصل، أكدت نسيبة أن دولا عربية، من بينها السعودية، لا تزال منفتحة على التطبيع مع إسرائيل، لكن ذلك مشروط بتخلي تل أبيب عن خطط الضم، واتخاذ خطوات جدية لا رجعة فيها نحو إقامة دولة فلسطينية.
وأضافت:”الضم، من أجل إرضاء المتشددين في إسرائيل، سيخرج فكرة الاندماج الإقليمي من المعادلة. إن أبوظبي لم تصل إلى هذه القناعة بخفة”.
وشددت على أن الفكرة الجوهرية لاتفاقيات أبراهام – القائمة على الازدهار والتسامح والتعايش – مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأن الخطوات التصعيدية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالضفة الغربية وقطاع غزة، تدفع المنطقة إلى نقطة اللاعودة.
اليد العربية لا تزال ممدودة.. ولكن بشروط
وفي ختام تصريحاتها، أكدت نسيبة أن اليد العربية لا تزال ممدودة لإسرائيل رغم التوترات المتصاعدة، لكنها أوضحت أن هذه اليد ستسحب بالكامل إذا استمرت تل أبيب في سياسات الضم وتجاهل الحقوق الفلسطينية.
وقالت:”لا يمكن السماح للمتطرفين بتحديد مسار المنطقة… لكن الضم سيفسد كل شيء”.
هذه التصريحات تمثل تحولا لافتا في خطاب الإمارات تجاه إسرائيل، وتكشف عن خيبة أمل متزايدة لدى أبوظبي من ممارسات الحكومة الإسرائيلية، التي تنذر بتقويض المكاسب الدبلوماسية والسياسية التي تحققت منذ توقيع اتفاقيات أبراهام في 2020.
وينظر إلى هذا التحذير الإماراتي على أنه أقوى تحرك دبلوماسي عربي حتى الآن ضد سياسات الضم، ويعكس اتساع الفجوة بين الواقع السياسي الإسرائيلي والطموحات الإقليمية للتطبيع.










