شهدت أسعار الذهب اليوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 استمراراً في التراجع مع تقلبات عنيفة في الأسواق العالمية وانعكاساتها المباشرة على السوق المصري. سجل سعر الذهب من عيار 24 في مصر نحو 5,451جنيهًا للجرام، في حين بلغ عيار 21 ـ الأكثر تداولًا بين المصريين ـ حوالي 4,780جنيهًا للجرام، بينما وصل عيار 18 إلى 4,089جنيهًا للجرام، وسعر الجنيه الذهب بلغ 38,160جنيهًا. هذه الأسعار غير شاملة لضريبة القيمة المضافة أو رسوم المصنعية وقد تتغير خلال ساعات التداول.
وتعود هذه التقلبات في الأسعار إلى ارتباط السوق المصري بتحركات الذهب عالميًا والتغيرات في سعر صرف الجنيه أمام الدولار، إلى جانب حالة عدم اليقين التي تسيطر على الاقتصاد الدولي، خاصة مع التوترات الجيوسياسية وقرارات البنوك المركزية الكبرى بشأن أسعار الفائدة.
تطورات الأسعار عالمياً
عالمياً، سجل سعر أونصة الذهب 3,530.36دولارًا للبيع، مع توقّع استمرار تقلبات الأسعار خلال الشهر. وتحوم الأسعار منذ أيام حول هذا المستوى متأثرة بضغوط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وترقب قرارات الاحتياطي الفيدرالي، والاستمرار في السياسات النقدية المتشددة بأمريكا وأوروبا، وهو ما ينعكس مباشرة في حالة السوق المصري الذي يتتبع هذه التحركات لحظة بلحظة.
ويؤكد متابعو الأسواق أن ارتفاع معدلات التضخم العالمية وتراجع العملة المحلية في بعض البلدان الناشئة، يزيدا من جاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن، ويعني أن أية مفاجآت اقتصادية أو سياسية قادمة قد تدفع الأسعار لمزيد من الصعود أو الهبوط المفاجئ.
توقعات أسعار الذهب حتى نهاية 2025
تشير توقعات العديد من المحللين والمنصات الاقتصادية إلى أن الذهب لن يستقر عند مستوياته الحالية لفترة طويلة؛ فحسب أحدث التقديرات، يتوقع أن تختم أوقية الذهب شهر سبتمبر 2025 عند مستوى 3,776دولارًا بنمو نسبته 7.4%، على أن ترتفع تدريجيًا حتى تصل 4,198دولارًا في ديسمبر من العام نفسه، بالتوازي مع الضغوط التضخمية عالمياً وزيادة الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
أما على المستوى المحلي، فيتوقع الخبراء أن تظل أسعار الذهب في حالة تذبذب خلال الأشهر المقبلة، وسط توقعات بتراجع المعروض في السوق المصري مع بقاء بعض المواطنين في حالة ترقب حذر لتوجهات السوق وحركة الدولار مقابل الجنيه.
ما وراء الأرقام: تحديات ومكاسب للمصريين
تعكس هذه الأرقام تحديات كبيرة للمواطن المصري، فأسعار الذهب ليست مجرد رقم ثابت، بل هي مؤشر لحالة الاقتصاد المحلي والعالمي، ومقياس للثقة في العملة الوطنية. ويؤدي ارتفاع الأسعار إلى زيادة الإقبال على بيع الذهب من المدخرين في حين يعزف آخرون عن الشراء انتظارًا لفرص محتملة مستقبلًا.
أما التجار، فهم يعيشون بين مطرقة ارتفاع الأسعار وسندان تراجع الطلب، خصوصًا في مواسم الأفراح وعزوف فئات من الشباب عن شراء الشبكة الذهبية التقليدية.
كما يذكر خبراء أسواق المال أن الذهب يحظى بمكانة متجددة لدى المستثمرين في ظل الأزمات المتوالية، متوقعين أن يعود ليكون ملاذاً استثمارياً لكل من يسعى لتأمين مدخراته بعيداً عن تقلبات العملات أو أسعار الفائدة المفاجئة.
خلاصة وتوصيات
تشير التطورات الحالية إلى أن الذهب سيبقى عاملاً محوريًا في حياة المصريين والعالم خلال الأشهر المقبلة، والسوق مرشح لموجة عنيفة من التغيرات السعرية تتوقف على قرارات البنوك المركزية والتقلبات الجيوسياسية العالمية. على المواطنين الراغبين في الاستثمار أو الادخار في الذهب متابعة الأخبار المحلية والعالمية بشكل دوري وعدم التسرع في اتخاذ قرار البيع أو الشراء، فالمستقبل يحمل الكثير من المفاجآت لهذا المعدن الأصفر.









