رغم التحديات الاقتصادية العالمية، حافظ الريال السعودي على استقراره أمام الدولار الأمريكي، وهو ما انعكس في تعاملات اليوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025. سجل سعر الريال السعودي مقابل الدولار 3.7523 ريال لكل دولار أمريكي وفقًا لبيانات البورصات العالمية والبنوك السعودية، مع وجود تغيرات طفيفة جدًا في نطاق التداول اليومي بين 3.75 و3.76 طوال الـ52 أسبوع الماضية.
هذا الاستقرار ينبع من قوة السياسة النقدية السعودية، حيث يرتبط الريال بالدولار الأمريكي ارتباطًا شبه ثابت منذ أكثر من ثلاثة عقود، عبر نظام الربط بسعر الصرف المثبت. ونتيجة لتوافر احتياطيات ضخمة من العملات الأجنبية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي، لم تتأثر العملة المحلية بتذبذبات الأسواق العالمية أو السياسات النقدية الأمريكية بشكل ملموس، رغم ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة خلال العام.
عوامل رئيسية وراء ثبات الريال السعودي
عدة عوامل تدعم استقرار سعر الريال أمام الدولار:
احتياطات نقدية ضخمة لدى البنك المركزي السعودي تتيح له التدخل الفوري في السوق عند الحاجة.
سياسات اقتصادية مصممة على تثبيت سعر صرف الريال لمواجهة التضخم المستورد.
استمرار المملكة في تحقيق فوائض مالية بفعل نمو عائدات النفط خلال العام الجاري، بعد ارتفاع أسعار الخام لمستويات قياسية.
توازن العرض والطلب، وأداء متماسك للقطاع المصرفي السعودي.
يفسر المحللون أن النمو المستمر في قطاع الطاقة يتيح للسعودية الحفاظ على استقرار عملتها رغم التحديات، وأن أي تغير ملموس يرتبط غالبًا بظروف سياسية أو اقتصادية دولية ضاغطة وليس بسياسة محلية.
تغيّرات طفيفة في السوق: التداول على نطاق ضيق
خلال تعاملات الأسبوع الأخير، سجل زوج الدولار الأمريكي/الريال السعودي تداولات شبه ثابتة، إذ بلغ أعلى مستوى له نحو 3.7678 وأدنى مستوى 3.7453، وهذا النطاق يعبّر عن حالة ركود نسبي في حركة أسعار الصرف مقارنة بعملات أخرى تتعرض لتذبذبات عنيفة بسبب مستجدات السوق العالمية.
كما لم تشهد أسواق البنوك أي تغيرات تذكر في سعر بيع وشراء الريال مقابل الدولار، سواء في السعودية أو مصر، حيث بلغ سعر الريال السعودي في البنوك المصرية اليوم نطاقًا بين 12.87 و12.94 جنيه للشراء و12.94 إلى 13.02 جنيه للبيع، مرتفعًا بشكل محدود مقارنة بالشهور الماضية نتيجة لتغيرات طفيفة في سعر الدولار عالميًا.
توقعات سعر الريال السعودي مقابل الدولار حتى نهاية 2025
وفقًا لنماذج المحللين على مواقع تداول العملات العالمية، من المتوقع أن يستمر الريال السعودي في التداول عند مستوى 3.75 مقابل الدولار حتى نهاية هذا الربع، مع احتمالية استمرار الوضع حتى على مدار الـ12 شهرًا القادمة إذا لم تظهر مستجدات مفاجئة في السياسة النقدية الأمريكية أو في تدفقات النفط العالمية.
وعلى الرغم من ارتفاع معدلات التضخم عالميًا، إلا أن البيانات تشير إلى أن المملكة تتمتع بمعدل تضخم منخفض نسبيًا (2.1%) مقارنة بدول أخرى، مما يدعم من استقرار العملة. كما أن سعر الفائدة في السعودية عند مستوى 5% يُعد من أعلى المعدلات في المنطقة، ويوفر دعمًا إضافيًا لسعر الريال.
تأثير هذا الاستقرار على الأسواق والمواطنين
الاستقرار في سعر الريال السعودي مقابل الدولار يشكّل عامل طمأنينة للاستثمارات الأجنبية، كما يساهم في تسهيل حركة التجارة بين المملكة والدول الأخرى. هذا بدوره يوفر حماية أكبر للمواطنين والمقيمين في السعودية من تقلبات الأسعار العالمية ويقلص مخاطر التضخم المستورد، خاصة في ظل توجه المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 التي تعتمد على جذب رؤوس الأموال الخارجية.
وفي المقابل، يظل سعر الريال السعودي محل ترقب إقليمي، حيث يعتبره البعض مؤشرًا مبكرًا على اتجاه الأسواق النفطية وتوازن القوى الاقتصادية العالمية، خصوصًا مع استمرار التوترات الجيوسياسية وقوة الدولار الأمريكي في الوقت الراهن.
توصيات وملاحظات للمتابعين
ينصح الخبراء بمتابعة الأخبار الاقتصادية حول توجهات البنك المركزي السعودي ومؤسسة النقد، تحسبًا لأي مستجدات في السياسة العالمية قد تؤثر على أسعار العملات. ففي حال حدوث أي تغيير في سعر صرف الريال مقابل الدولار، ستكون له انعكاسات واسعة على مستوى الاقتصاد السعودي والمنطقة ككل.
ورغم أن الاستقرار هو السائد اليوم، إلا أن الحذر يظل واجبًا في ظل اقتصادات عالمية تشهد موجات مفاجئة من التقلبات غير المتوقعة، ما يجعل الريال السعودي في عين المراقبة العالمية كواحد من أكثر العملات الاستراتيجية ثباتًا وتأثيرًا في المنطقة.










