شهدت أسعار اللحوم الحمراء في مصر اليوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 حالة من الاستقرار النسبي بعد أشهر من التباين والاضطرابات. وحسب بيانات الأسواق ومحلات الجزارة بمختلف المحافظات، تَرَاوَحَ سعر كيلو الكندوز البلدي بين 400 و420 جنيهًا، بينما بلغ سعر الكندوز الكبير 353 جنيهًا للكيلو. أما عرق الفلتو البلدي فاستقر عند 420 جنيهًا للكيلو، وبلغ سعر اللحم البتلو بين 408 و420 جنيهًا. وسجلت اللحوم الضأن بين 300 و450 جنيهًا للكيلو بحسب المنشأ وجودة الذبيحة.
أما اللحم الجملي فاستقر بين 270 و370 جنيهًا للكيلو، فيما ترواح سعر اللحم المفروم البلدي بين 300 و370 جنيهًا للكيلو. وبالنسبة للكبدة البلدي فقد بلغ سعرها بين 300 و450 جنيهًا، في حين سجلت اللحوم بالعظم من 350 إلى 400 جنيه للكيلو. هذه الأسعار ترتبط بشكل كبير بزيادة وانضباط المعروض نتيجة طرح كميات كبرى عبر منافذ الدولة والشركات الوطنية.
منافذ الدولة: منافسة سعرية وتخفيف للأعباء
مع ارتفاع تكلفة المعيشة وتزايد الضغط على الأسر، بادرت الحكومة بفتح المزيد من الشوادر ومنافذ البيع التابعة لوزارة الزراعة ووزارة التموين والشركة الوطنية. هذه المنافذ وفّرت اللحوم البلدي بسعر 280 جنيهًا للكيلو، واللحوم البقري بنفس السعر تقريبًا، مما وفر متنفسًا كبيرًا للأسر محدودي الدخل للموازنة بين متطلباتهم وجودة المنتجات. كما بلغ سعر المسخن 230 جنيهًا، والسجق 225 جنيهًا، والكبدة الطازجة ما بين 250 و300 جنيه للكيلو، بينما تراوح سعر الكبدة المستوردة بين 200 و250 جنيهًا للكيلو.
سوق اللحوم الحية: مؤشرات للمنتجين والمستهلكين
في قطاع الثروة الحيوانية، استقر سعر الكيلو القائم للبقري البلدي عند 185 جنيهًا، والمستورد الكولومبي 138 جنيهًا، والهولشتاين 108 جنيهات. وسجل العجل الرضيع بين 10,000 و15,000 جنيه والعجل البتلو بين 8,000 و13,000 جنيه. أما سعر الكيلو القائم للبقرة الأم فوصل إلى 175 جنيهًا، مما يعكس توازن مستمر بين العرض والطلب في سوق المواشي، ويدعم توقعات المزيد من الاستقرار أو حتى الانخفاض مع نهاية الموسم الصيفي وبدء السنة الزراعية الجديدة.
قراءة في أسباب التغيرات الحالية
تعود حالة الهدوء السعري إلى عدة عوامل رئيسية:
تدخل الدولة بطرح كميات ضخمة من اللحوم الحية والمستوردة بأسعار تنافسية.
جهود وزارة الزراعة في تسهيل الإفراج الجمركي عن الأعلاف، مما شجع المربين على تعزيز التربية.
تحسن سعر صرف العملة وانضباط الأسواق مقارنة بالنصف الأول من العام، إضافة إلى تعاون منتجي ومستوردي اللحوم مع الجهات الحكومية لضبط الأسعار.
استقرار مؤشرات الطلب بعد انتهاء موسم عيد الأضحى، حيث كانت الأسعار تميل للارتفاع الموسمي بفعل الإقبال على الأضاحي.
توقعات السوق حتى نهاية 2025
يتوقع معظم خبراء الأسواق أن تستمر حالة الاستقرار مع ميل طفيف للانخفاض في أسعار اللحوم خلال الشهور المقبلة. ويرجع ذلك إلى وفرة المعروض ونجاح منظومة الاستيراد، مع توقعات بانخفاض بنسب من 5-10% في حال استمرار تراجع التكلفة العالمية للأعلاف واستيراد لحوم بأسعار مخفضة من عدة دول، دون الإضرار بالمربين والمنتجين المحليين.
من جهة أخرى، تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة إلى أن مؤشر أسعار اللحوم عالمياً سجل أرقامًا قياسية في يوليو 2025، لكن السوق المصري كان محميًا جزئيًا بسبب سياسات التدخل المباشر والدعم الاستراتيجي للثروة الحيوانية.
توصيات وتحذيرات للمستهلكين
يوصي الخبراء بشراء الكميات المناسبة وعدم تخزين اللحوم دون داعٍ ترشيدًا للنفقات، مع الاستفادة من العروض الحكومية والمنافذ الرسمية. كما يُنصح بمتابعة النشرات اليومية للأسعار واستشارة الجزارين حول أفضل الأوقات للشراء، خاصة في الفترات التي تسبق المواسم الكبرى.
بهذا، تواصل سوق اللحوم المصرية العمل على تحقيق التوازن بين أسعار عادلة تليق بالمستهلكين وبين دعم المنتج المحلي، في مشهد يتغير كل أسبوع لكنه يبعث على التفاؤل بحلول اقتصادية أكثر استقرارًا ومتانة في النصف الثاني من 2025.










